الجمعة، أبريل 18، 2008

هناك الكثير من الاماكن السياحية المصرية الغير معروفه منها مد ينة اسنا السياحية








تضم مدينة اسنا العديد من المعالم الأثرية والسياحية أهمها بلاشك معبد اسنا الذى يتوسط المدينة القديمة ومواقع أخرى ذات شهرة عالمية منطقة الجبلينمنطقة كومير منطقة المعلامنطقة العضايمةمنطقة الحلة منطقه اصفون المطاعنههذا وسنتكلم بإيجاز عن أهمية كل منطقة على حده وموقعها على الخريطة السياحيةاولاً : معبد اسنايعد معبد اسنا من اهم المعالم السياحية بمدينة اسنا وهو المعبد الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة فى اسنا ثلاث منهم فى شمال غرب اسنا فى (أصفون – كوم الدير – غرب اسنا) أما الرابع فكان يقع فى شرق اسنا (الحله) وفى عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر فى موكير جنوب غرب اسنا بحوالى 10 كم الا ان هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضى ولم يبقى منها غير مات يدل عليها.تاريخ بناء معبد اسنايرجع اكتشاف معبد اسنا وتنظيفه من الرديم الى عام 1843م اى فى أواخر عصر محمد على باشا ويسبق هذا التاريخ زيارة العالم الفرنسى (شمبليون) له فى عام 1828م الذى ذكر أنه رأى نقوش تحمل اسم الملك تحتمس فى هذا المعبد.يعتقد أن المعبد الحالى أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته الى عصر الأسرة الثامنة عشر حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذى جاء ذكر مدينة اسنا باسمها فى عهده.وهناك بحث أثرى لم ينشر بعد يذكر ان معبد اسنا يرجع الى عصر الدولة الوسطى الاسرة الثانية عشر 1991- 1778 ق.م وقد تهدم هذا المعبد وأعيد بناءه فى العصر الصاوى الاسرة السادسة والعشرين ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة باسنا. أما المعبد الحالى فقد بدأ تشييده فى عهد الملك البطلمى بطليموس الملقب باسم فيلوميتور اى المحب لأمه.وقد أضيف اليه فى العصر الرومانى قاعة أساطين ترجع لعصر الامبراطور الرومانى (كلوديوس) 40م وتمت زخرفة الصالة فى عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات وآخر نقوشها ترجع لعهد الامبراطور دكيوس حوالى سنة 249 – 250م على الجدار الغربى للمعبد أى أن هذا المعبد استمر فى بناءه وزخرفتة خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 ماله المعبديقع معبد اسنا على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 100م تقريباً من نهر النيل ويتعامد راسياً عليه على محور واحد وتنخفض أرضية المعبد بعمق 9م تقريباً عن مستوى الأرض الحديثة لمدينة اسنا وينزل اليه بسلم حديث.خصص هذا المعبد لعبادة الاله خنوم مع كل من زوجته منحيت – نيبوت اما الآله خنوم فقد مثل برأس كبش وجسد انسان ويعرف باسم الاله الفخرانى أو خالق البشر من الصلصال وباسم خنوم رع سيد اسناأما الآلهة منحيت فقد مثلت برأس أنثى الأسد ويعلوها قرص الشمس وجسد أنثى وتشبه الالهه سخمت لهذه القوة.أما الآلهة نيبوت الزوجة الثانية لخنوم ويعنى اسمها سيدة الريف وقد مثلت بهيئة أدمية على شكل سيدة يعلو رأسها قرص الشمس بين قرنين وهى هنا تشبة الآلهه ايزيس فى هيئتها.وصف معبد اسنا وأهم مناظرهمعبد اسنا عبارة عن صالة مستطيلة الشكل ذو واجهة ذات طراز معمارى خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة فى العصرى اليونانى والرومانى ويحمل سقفها 24 اسطوانة بارتفاع 13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة.وتعتبر هذه القاعة (الصالة) من أجمل صالات الاعمدة فى مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقائها فى حالة جيدة من الحفظ وتتميز واجهة المعبد بحوائط نصفية أو ساترية لكى تستر المعبد وتحافظ على أسرار الطقوس التى كانت تؤدى بداخله وقسمت جدرانه الداخلية والخارجية الى سجلات أو صفوف أربعة بكلسجل منظر متكامل بذاته وتمثل مناظر المعبد بصورة عامةالملوك البطالمة فى الجدار الغربى والاباطرة الرومان فى هيئات فرعونية وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لالهة المعبد (خنوم – منحيت – نيبوت) آلهة أخرى مثل (مين – سوبك – صخور – ايزيس)والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة فى تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العالم واصل الحياة بالإضافة الى التضرعات والتراتيل الدينية وأعياد الاله خنوم ومناظر فلكية ومناظر تأسيس المعبد ومناظر سحرية تمثل صيد وقتل الارواح الشريرة وهزيمة الاعداء.أهم مناظر المعبديبدأ المعبد بواجهة ذات طراز معمارى شاع فى العصور المتأخرة يعرف بإسم الاعمدة المتصلة أو الحوائط النصفية ويحلى الجزء الجنوبى من الواجهة مناظر تمثل خروج الامبراطور (تيتوس) فى هيئة فرعونية من قصره حاملا رموز الهية أربعة للإله "خنوم – تحوت – حورس – أنوبيس " اله التحنيط ثم يليه منظر يمثل عملية تطهير الامبراطور بواسطة الالهين حورس – تحوت بأوانى التطهير HST وبعلامات الحياة أمام الاله خنوم ثم منظر قيادة الهى الشمال والجنوب للامبراطور الى داخل المعبد والناحية الشمالية تمثل مناظر تتويج الامبراطور.المناظر الداخليةيضم المعبد العديد من المناظر ولكن من أهمها :فى الواجهة الغربية (مدخل المعبد القديم) نجد فى اعلاها منظر رئيسى يمثل الاله خنوم براس كبش وجسد انسان بالزى الالهى داخل قرص الشمس سيد اسنا ويعنى هذا المنظر أن الاله خنوم محمى من قبل الاله رع. وفى الجزء الجنوبى من الواجهة الغربية نجد منظر الملك بطليموس منشىء المعبد بهيئة فرعونية وهو يقدم رمز الاله خنوم اله المعبد وبجواره منظر يمثل زوجته كليوباترا واسمها داخل خرطوش ملكى. على أن من أهم مناظر المعبد يوجد فى نفس هذا الجانب وهو يمثل قصة خلق الكون ووظيفة الاله خنوم فى هذه القصة وهى صانع البشر من الصلصال على عجلة الفخرانى وفى هذا المنظر يمثل خنوم جالسا على العرش وهو يقوم بخلق جسد الانسان من الصلصال على عجلة الفخرانى ثم يقوم بخلق القرين أو الروح ثم نجد الطفل بعد أكتمال نموه داخل المياه الازلية أو داخل رحم الام وهو يتأهب للخروج للعالم الجديد ثم نجد الأم الحامل فى جلسة استرخاء للولادة ونلاحظ انتفاخ البطن والطفل متدلى منها وفى النهاية نجد شخصاً مساعداً يرفع الوليد الجديد ويقدمه للآلهة وفى نهاية المنظر نجد أدعية وتعاويذ ورموز تدل على علامات الملايين وتعنى ان الاله خنوم خلق ملايين البشر لبداية الحياة ويعد هذا من أهم مناظر المعبد. وفى الجزء الجنوبى من صالة المعبد نجد منظراً هاما وهو يحكى قصة حقيقية حدثت فى العصر الرومانى والتى تمثل قطل الامبراطور كاركالا لاخيه جيتا ليستلوى على حكم الامبراطورية بمفرده فى عام 212م تقريباً تم ازالت صورة اخيه واسمه من جدران المعبد ويمثل المنظر الامبراطور سينروس أو زوجته دومنا خوليا وابنيه كاركالا وجيتا أمام الاله خنوم الذى يهبه علامة الحياة. وعلى الجدار الشمالى منظر يمثل صيد أو قتل الارواح الشريرة التى تخيلها المصرى القديم متمثلة فى الحيوانات والاسماك والطيور ويمثل هذا المنظر الامبراطور الرومانى كومودروس يتوسط الاله حورس والاله خنوم وهو يسحب شبكة الصيد المليئة بالاسماك وهى تسبح والطيور والنباتات فى صورة طبيعية غاية فى الروعة. وتوجد مناظر بالسقف تمثل الاله نوت لهذا السماء وحيوانات خرافيه لها مغزى سحرى تم نجد مناظر فلكية تمثل الابراج السماوية فى سقف الجزء الجنوبى للمعبد وفى سقف الجزء الشمالى نجدها يمثل ايام السنة. عند المصريين القدماء متمثلا فى 18 مركب على كل جانب وكل مركب تمثل 10 أيام بما يعادل جمعها 360 يوم أما الخمسة أيام الاخرى فكانت مخصصة للاحتفالات بأعياد الهة الخمسة الكبرى.سراهم أمام الاله خنوم اله المعبد بحجم كبير. أما أهم ما يمتاز به صالة معبد اسنا فهما تيجان الاعمده ذات الزخارف الهندسية والبنائية المختلفة كل تاج عن الآخر بما يعبر عن عبقرية الفنان المصرى فى تلك المرحلة.هم المواقع الأثرية الأخرى فى اسنامنطقة الجبلينتقع منطقة الجبلين الى الشمالى الغربى من مدينة اسنا على بعد حوالى 20كم على الضفة الغربية لنهر النيل وهى من المناطق الاثرية الهامة فى اسنا وترجع أهميتها الى العصور الفرعونية الاولى حيث كانت الحد الفاصل بين الاقليم الثالث والاقليم الرابع من اقاليم مصر الجنوبية ويعنى اسمها القديمة والحديث (التلين) أو الجبلين لانها تقع بين جبلين الشرقى والغربى على الضفة الغربية للنيل، كما كانت تسمى Perhathar أى معبد أو مقر الالهة حتمور التى كان يوجد معبد لها فى الجبل الشرقى والذى يرجع فى اصله الى ما قبل الاسره الثالثة الفرعونية وكان يضم نقوش من عصر الاضطراب الاول وأسماء الملوك (منتوحتب – بنحتب رع) من الاسرة 11 الفرعونية وملوك من الاسرة 13 مثل جدف – نفر رع – جد عنخ – رع – منتو ام – ساف الى نفر – حبت رع ثم من ملوك الهكسوس الاسرة 15 مثل خيان أوس رع – أبوقيسكما كانت منطقة الجبلين تحوى مقابر من عصر الاضطراب الاولى على الجبل الغربى من أهمها مقبرة إتى ITI المحفوظة حاليا بجناح المتحف المصرى فى تورين بإيطاليا.كما عثرت البعثة الايطالية حديثا على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة.منطقة المعلاوهى من المناطق الآثرية الهامة باسنا وكانت تعتبر جبانة حكام الاقليم الثالث من اقاليم مصر الجنوبية التى ترجع ايضا لعصر الانتقال الاول وهى تقع الى الشمال من اسنا على بعد حوالى 15 كم على الضفة الشرقية للنيل وتشتهر بمقبرتين هامتين هما لحكام الاقليم الثالث خلال عصر الاضطراب الاول وهو عنخ تيفى ومقبرة أخرى للأمير سوبك جيت وتعتبر مقبرة عنخ تيفى من المقابر الهامة فى تلك الفترة لأنها تحوى سجل تاريخى لاحداث المنطقة فى عهده كما تمتاز بمناظر الرعى وصيد الاسماك مع عائلته.وتعطينا فكرة عن أسلوب الحياة الفنية فى تلك الحقبة الغامضة فى نهاية الدولة القديمة وعصر الاضطراب الاولمنطقة اصفون(المطاعنة)تقع اصفون شمال غرب اسنا بحوالى 8كم وعلى بعد 1.5 ميل من نهر النيل على الضفة الغربية وهى منطقة قديمة ترجع للعصور الفرعونية حيث ذكرها العالم جوتيه فى معجمه باسم AMENTI-HR بمعنى مقر الاله حورس فى الغرب ويجع تاريخها واسمها الى عهد الملك سنفرو مؤسس الاسرة الرابعة الفرعونية حيث سميت PR SNFRU بمعنى قصر الملك سنفرو ثم سميت فى العصر اليونانى الرومانى ASPHINIS أسفنيس ثم فى العصر القبطى SBOUN أو HASFOUN حاصفون ومنه اشتق اسمها العربى اصفون وتحوى معبدا من العصر الرومانى مبنى على أطلال معبد قديم من العصر الفرعونى عليه نقوش تحمل اسم الفرعون بسماتيك من خبر رع الاسرة 26 الفرعونية الا انه اختفى وعثر على بقاياه فى عام 1905م، كما أنها مشهورة بالعجل بوخيس من العصر الرومانى.منطقة كوميرتقع جنوب اسنا بحوالى 10كم ويجع اسمها الى اصل قديم يسمى pR.MR ثم اسمها MERA ثم اسمها العربى كومير وقد عثر بها على بقايا معبد من العصر الرومانى بناه الامبراطور انتينيوس بيوس وفى عام 161م للالهة ايزيس وعنقت عثر عليه عام 1830ممنطقة العضايمة وهى من المناطق الأثرية الهامة التى تضم حضارات ما قبل التاريخ المعروفة بحضارات الفخار وهى تقع جنوب غرب اسنا على بعد 5كم تقريبا وقد كشفت البعثة الفرنسية العاملة بها على مدينة قديمة ومقابر من عصور ما قبل التاريخ ومن اهم مزاياها أنهم أول من استخدم عملية الالوان كان فى منطقة العضايمة فى تلك الحقبة.منطقة الحلةتقع جنوب شرق اسنا بحوالى 5كم وكانت توجد بجوارها بقايا مدينة من العصر اليونانى الرومانى وكان بها معبد من العصر البطلمى ولكن اختفى الآن.هذه هى أهم معالم اسنا الاثرية والسياحية الهامة الموصوعة على الخريطة والمشهورة عالميا وقد تكلمنا عنها بإيجاز واتقان علمى قدر الاستطاعة

مرة أخري، وفي خلال عامين تقريباً، تشهد منطقة جنوب محافظة قنا


مرة أخري، وفي خلال عامين تقريباً، تشهد منطقة جنوب محافظة قنا توترات طائفية بين أبنائها المسلمين والمسيحيين، كانت الأولي في قرية العديسات التابعة لمركز الأقصر شرق النيل، والثانية في مدينة أرمنت الحيط بمركز أرمنت غرب النيل، والثالثة بمدينة إسنا غرب النيل أيضاً.
في هذه المناطق الثلاث التي تقع في مربع جغرافي لا يزيد علي الأربعين كيلو متراً، تكررت المشاهد نفسها تقريباً: واقعة صدام بين عدد محدود من المسلمين والمسيحيين، ثم احتشاد أعداد كبيرة من المسلمين ليعتدوا علي أشخاص أو ممتلكات بعض المسيحيين أو يصطدموا بحشود أخري مقابلة لهم من المسيحيين، ثم انتقال الأخبار إلي منظمات وأقباط المهجر الذين يصدرون البيانات والتنديدات بما تشهده مصر من «مذابح» للمسيحيين من جانب المسلمين بمساندة من الدولة وأجهزتها، مناشدين إخوتهم المسيحيين عدم قبول أي تصالح مع المسلمين إلا بتحقيق كل شروطهم، ثم يحال الأمر إلي المحاكم المختصة ويجري أثناءها التصالح بين الطرفين لينتهي الأمر في انتظار أزمة جديدة.
والحقيقة أن هذا السيناريو الذي بات متكرراً من حيث مشاهده الشكلية لا يعبر عن حقيقة ما يجري بدقة في بر مصر خصوصاً في جنوبه، مما بات يسمي «الفتنة الطائفية».
فهناك بدون شك اليوم وفي كل مكان من مصر هذه المشاعر الطائفية البغيضة التي راحت تتنامي علي حساب كل المشاعر الأخري الحديثة، بما فيها الوطنية العامة والسياسية الفكرية وحتي العائلية الاجتماعية التقليدية، وراحت الانتماءات الدينية الضيقة علي الجانبين المسيحي والمسلم تحل محل كل الانتماءات الأخري الحديثة والتقليدية وتحشد الطرفين في حالة تربص حقيقية، كل تجاه الآخر.
وهناك أيضاً أن «ضيق المعايش» وإغلاق منافذ الرزق أمام الغالبية الساحقة من المصريين من الطبقات الشعبية والوسطي بمسلميهم ومسيحييهم وشيوع الظلم الاجتماعي القاهر لهم أجمعين، قد دفع بهم علي الجانبين إلي البحث فيما يمكن أن يقدمه لهم دين كل منهم ومؤسساته وجماعاته وقياداته من حلول لم يعودوا يجدونها في المجال العام وعلي يد المؤسسات السياسية والاجتماعية الحديثة، وفي مقدمتها الدولة، حتي لو كانت مجرد حلول روحية معنوية وليست مادية حقيقية ملموسة.
وهناك كذلك أيضاً هذه العولمة الجديدة التي أثرت بوضوح في مواقف المسيحيين والمسلمين المصريين تجاه بعضهم البعض، فالطرفان لديهما مشاعر متناقضة نتيجة عولمة الاتصالات، فالمسلمون يشعرون بالاضطهاد علي المستوي العالمي نتيجة السياسات الأمريكية والغربية تجاههم، بينما يشعرون بالقوة في بلدهم بسبب أغلبيتهم العددية، بينما يشعر المسيحيون بالعكس تماماً ونتيجة لنفس الأسباب.
كل هذه الأسباب - وغيرها - هي التي قد تفسر عموماً ما بات يسمي «الفتنة الطائفية» في مصر، والتي لا يمكن إعادتها لمجرد الاختلاف في الدين أو لأوضاع الأغلبية والأقلية العددية بين مسيحييها ومسلميها، فقد كان ذلك هو الوضع المستمر منذ أربعة عشر قرناً، فلماذا تزايدت معدلات وحدة مشاهد تلك الفتنة في السنوات الأخيرة دون غيرها؟ الإجابة في هذه الأسباب بصورة رئيسية.
أما عما حدث في جنوب قنا من أحداث ثلاثة، فالملاحظة الرئيسية هي أن حدثًا واحدًا منها كان سببه المفجر دينياً، وهو ما وقع في قرية العديسات من صدام بسبب ما نقل عن قيام أبنائها المسيحيين ببناء كنيسة دون ترخيص قانوني. وقد تكرر هذا السبب في صدامات طائفية أخري عديدة وقعت بمصر خلال الأعوام الماضية، وهو ما يوجب علي الدولة أن تسارع بإصدار قانون بناء دور العبادة الموحد الذي تطالب به جميع الأطياف المسلمة والمسيحية بما يضع قواعد قانونية واحدة لكل من يريد بناء مسجد أو كنيسة.
أما الحدثان الآخران، في أرمنت سابقاً وإسنا حالياً، فقد كانت أسبابهما المباشرة تتعلق بتصرفات اجتماعية خارجة عن الأخلاق المصرية العامة وتقاليد تلك المناطق من جنوب مصر، وكان المشترك فيها هو وجود فتيات أو سيدات من الجانب المسلم ورجال أو شباب من الجانب المسيحي.
ونتيجة للأسباب السابق ذكرها، فقد تحولت المواجهات كما هي العادة في مثل تلك الأحوال في هذه المناطق من مواجهات عائلية تضطلع فيها العائلة وحدها بأخذ ما تعتقد أنه حقها الأدبي والأخلاقي، إلي مواجهات دينية حلت فيها المشاعر الطائفية الضيقة محل الانتماءات الاجتماعية العائلية، فاتسعت المواجهات لتصبح بين «المسيحيين» و«المسلمين».
إن الأسباب العامة لتكرار مثل تلك الأحداث الطائفية ستظل قائمة في مصر لوقت آخر، ولا أمل حقيقي في تغييرها سريعا، ومن هنا فعلينا توقع حدوثها في المستقبل. إلا أن هذا الاستمرار للأسباب العامة لا يجب أن يمنع عقلاء وقيادات الطرفين من بذل أقصي جهودهم للحيلولة دون هذا التكرار، وفي مقدمتها عدم الانجرار إلي مواقف طائفية متعصبة تزيد من اشتعال النيران وليس إطفاءها.
وفي هذا السياق، فمن الملفت في أحداث إسنا أنه بينما كان المعتدون علي ممتلكات المسيحيين من بعض شباب المسلمين كان محامي التاجر المعتدي علي السيدة المنتقبة مسلماً، وبينما كانت التصريحات والتصرفات العاقلة المسؤولة تأتي من اللواء مجدي أيوب محافظ قنا - المسيحي بالمصادفة - كان القمص صرابامون الشايب، أمين دير القديسين الطود الأقصر، يزيد من إشعال النيران في بيانه الذي وصف فيه أحداث إسنا بأنها صفحة من «كتاب أسود عمره أربعة عشر قرنا»، وأنه مضطر لمخاطبة الضمير العالمي «فالضمير المصري انتقب وتحجب منذ زمن طويل وتفرغ لخرافات وترهات ظلمة البادية والجاهلية». وحتي روايته لما جري شابتها الروح نفسها المحرضة، فما حدث - حسب رأيه - هو أن «خفافيش حراس ظلمة الجاهلية (بدأوا) يضعون في طريق الأقباط المسالمين المطحونين فخاخ الظلم والتعصب والتعسف، متمثلة في محجبة تحرش بها قبطيان، وأخري منتقبة تعرض لها قبطي بعد سرقة شيء من محله التجاري، وتناسوا كل جرائمهم في حق كنائسنا وشعبنا ونسائنا منذ أن لمعت سيوفهم في القديم وحتي اليوم».