أقدم وثيقة لتحرير العبيد في الصعيد!
الصدفة البحتة هي التي قادتنا إلي اكتشاف أقدم وثيقة لتحرير العبيد في الصعيد. الوثقة ترجع للقرن الثامن عشر وهي التي في حوزة عائلة الشناقرة بمركز إسنا بمحافظة قنا. العائلة كانت من أكبر العائلات التجارية في الصعيد بدءا من القرن السابع عشر الميلادي. الدكتور شريف عبدالعاطي شنقير أحد أبناء هذه العائلة والذي يعمل بعيادته الخاصة بمركز أرمنت المجاور لمركز إسنا روي قصة وثيقة تحرير العبيد ويقول: في منزل يتواجد بمنطقة »البربا« المجاورة لمعبد إسنا الذي تنبأ علماء الحملة الفرنسية بانهياره بالقرب من خان جدي شنقير الذي انجب ولدا افتدي اهالي اسنا بـ 11 جملا من أسوان ليخلصهم من جبروت الوالي التركي في ذلك الخان الذي كانت تأتي له الرحالة الأجانب لرصد الشرق العربي كانت هناك أسطورة تقول: ان لقية الذهب الفرعونية تظهر علي نفسها بديك وان حارس اللقية الديك لن يسمح بإخراج اللقية إلا حين يقوم جدي بذبح عدد 5 عبيد في الخان وهي نصيحة العرافين المغاربة الذين كانوا يتوافدون علي الخان، فما كان من جدي إلا أنه رفض نصيحة العرافين ولانه كان يخاف علي نفسه ان نطمع في اللقية فقرر عتق العبيد جميعا ومنهم تلك العبدة المسماة بزيد المال السودانية في عام 1861م وكانت هذه آخر عبدة من عبيده الغريب ان تلك الوثيقة لا أملك نسخة منها كي لا تسألني عنها هيئة الآثار أنا فقط احتفظ بصورة ورقية منها وكل من رآها قال: انها مكتوبة علي خلفية جلد غزال في جراب.. إلي الآن أعيش في ذلك المنزل احتفظ بصورة للمعبد عن نخلتين وحيدتين يطلان منه بانكسار وهما نخلتان لم يعد لهما وجود الآن، فالصورة أخذها أحد أبناء عائلتي للمعبد في عشرينيات القرن الماضي لكنني إلي الآن استيقظ في الفجر واطل علي الخان باحثا عن الديك الفرعوني »الجني« الذي يحرس اللقية أريد ان أري ديك اللقية وليس ذهبها وتماثيلها والغريب انني في كل يوم أتأكد أنني سأشاهده ولكنني لن اذبح الديك ابدا ولن أقرب اللقية فقط سأبحث عن وثائق تحرير العبيد، إلي الآن أقرأ في الوثيقة التي تقول الآتي: »حمدا لمن جعل العتق من أسني القرب وصلاة وسلاما علي القائل: الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب وعلي آله وأصحابه الذين نالوا به المفاخر والرتب وكل ما اتبع سنته ولجنابه الشريف قد انتسب الي يوم يعطي العبد جزاء ما كسب الي ان تصل الوثيقة الي ان العبد الراجي الرشيد السيد حسين بن السيد عبدالباري بن السيد جودة سليم شنقير قد اقر واعترف وشهد علي نفسه وهو بكامل صحته ورشده بأنه اعتق أمته العبدة المملوكة له زيد المال السودانية ثم تم توقيع الشهود باختامهم في الوثيقة« الغريب ان تلك الوثيقة تثبت ان البرجوازية المصرية كانت تعتق العبيد وان ابناءهم الآن مثلي يبحثون عن حرياتهم أليس غريبا ان جدي كان يحرر العبيد وأنا الآن أبحث عن حريتي في ذلك الزمن الغريب.. الأغرب ان زيد المال بحثت عنها في أساطير وحكاوي اجدادي فقيل انها هاجرت لوجه بحري وانها تزوجت وبحثت عن أساطير الخان وهو المقابل لوكالة الجداوي الذي بناه أحد مماليك إبراهيم بك فوجدت زكريات عديدة عن أحد أفراد عائلتي خاصة الملا حسين الذي كانت له صلات مع تجار جنوه وانجلترا وان أجانب كانوا يأتون إلي هنا والدليل علي ذلك ان الشاعر فلوبير شاهد الراقصة كاتشوك هانم هنا في مدينة إسنا وقال فيها الشعر، واكتشفت ان الشعر أيضا رافق عائلتي كثيرا ذلك الشعر الذي كان يمجد أفعالهم وخصالهم الحميدة في تحرير العبيد. إحنا الشناقرة ومين قدنا.. إحنا الدقيق العلامة والناس ردنا، وهو بيت من الشعر يفتخر بعنصرية بالشناقرة واري أن قائله كان لا يعي ان احفاد الشناقرة الذين كان أجدادهم يحررون العبيد يتمنون الآن أن ينالوا حرياتهم في هذا الزمن العبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق