الجمعة، أبريل 24، 2009

التعاملات المالية فى الاسلام

بقلم هانى سويلم
الانفاق هو اول وسيلة للرواج الاقتصادى ومعناة ان نخلق طلب حقيقى مصحوب بقوة شرائية واقعية ففى الاقتصاد الوضعى عندما يريد احداث رواج يلجأ المشرع الى اسلوب الاعلان فيقوم بتسهيل الأتمان بأكثر من قدرة الشخص العادى ويغرى الاخرين بما يعرف ب ( الجرين كارد ) او بنظام الديون عن طريق الاقراض ... ومن هنا تبدأ المشاكل وتتراكم الديون ويصاب المرأ بدوار مالى الى ان يفيق من هذا الدوار ويستطيع ان يقف مرة اخرى على قائمتية . * وانظر معى سيدى الفاضل فى الزكاة فى الاسلام ففى الزكاة اوجة مختلفة للانفاق منها على سبيل المثال: الصدقات – القرض الحسن – الكفارات لبعض الذنوب ومعظمها كفارات اقتصادية مثلا( فى ركن الصوم قد لا تصوم و انت قادر فعليك اطعام ستين مسكينا – ومثال آخر الرجل و الظهار من زوجتة فيها اطعام مساكين . ومثال ثالث القرض الحسن , وفية انت تقوم بعمل معروف فى الناس بأقراضهم من اموالك فيذهبوا منطلقين فيشتروا ما يسد رمقهم فيبدوا الرواج الاقتصادى ويزيد الطلب على السلع ويصبح صاحب المال مضطر الى تزويد العرض او العروض من السلع التى يقبل الناس عليها , فيحتاج صاحب العمل الى زيادة الانتاج فى مصانعة وتدور عجلة الانتاج وتدور العملية الاقتصادية , بل وقد يحتاج صاحب رأس المال المعطى هذا الى تشغيل الايدى العاملة لكى تلاحق التزايد المستمر على بضائعة وسلعة , كل ذلك يدور فى حلقة اسميها حلقة الخير و البركة وهى تتشكل من الضمير البشرى النقى ويدور فى فلكها الاخلاق السوية و مراعاة الله فى كل عمل وان كان صغيرا فهو عند الله كبير . و العمل على اخراج الزكاة هو جزء اساسى فى الرواج الاقتصادى المطلوب وهو يوفر حالة خاصة من الانسجام و الهرمونية فى الاسواق الشرائية بين صاحب المال وبين الذين خصهم الله بأخراج الزكاة لهم وهؤلاء الناس يشكلون قوة اقتصادية رهيبة اذ هم لديهم الميل الحاد الى الانفاق و الاستهلاك لسد العوز الموجود لديهم , فمجرد ان يعطيهم صاحب المال زكاة مالة لهم اذ هم فورا سوف ينفقونها فى سد الاحتياجات المعيشية المطلوبة لديهم بشدة , ومن هنا يحدث الرواج الاقتصادى , ويشكل حلقة اخرى من الانتاج وتشغيل الايدى البشرية بكثرة فتقل مشكلة البطالة الظاهرة فى العالم اجمع . وكما نعرف جميعا ان النقود لا تلد ذاتيا !! , وكما قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضى الله عنة ) ان السماء لا تسقط ذهبا و لافضة . وعندما يذكر الله فى كتابة الكريم ( ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ) كان المقصود منها بمنهج الله تعالى ( ليتخذ بعضكم بعضا سخريا ) . بمعنى انة رفع صاحب المال بمالة درجة او درجات لكى يقوم بتشغيل الناس لزيادة الانتاج فيحدث الرواج الاقتصادى لسد حوائج البشر . وكما ترى سيدى الفاضل ان النهج الاسلامى فى التعاملات المالية ملىء بالقواعد و الاسس الهامة فعلينا ان نطبقها عالميا , وسوف نرى النتيجة بأذن الله خير للجميع خاصة بعد الازمة المالية الشهيرة فى الغرب . * الربا مثلا كان وراء الانهيار المالى العالمى و بسببة كانت الكارثة . انظر معى الى قول الله سبحانة ( الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطة الشيطان من المس ) انظر معى العالم فى حالة دوار مالى كبير لا احد يعرف متى ينتهى . ويقول الرسول محمد ( صلى الله علية وسلم ): لا تبع ما ليس عندك . انظر هنا يحلل الرسول محمد ببساطة الازمة المالية العالمية فى اقل من سطر . * المرابحة الاسلامية ... ببساطة معناها ان تشترى مثلا منى شىء ذو قيمة بعشرة جنيهات فتبيعها وتكسب منها , على ان تعيد لى ثمنها بعد فترة زمنية محددة بالاتفاق المشترك وليكن بعد 6 شهور لى فيها احدى عشرة جنيها , هذة هى المرابحة ببساطة شديدة ( كسب او خسارة لا دخل لى فيها ) ومن هنا لا يقوم الطرفان بالمرابحة الا اذا كان الطرف الاول الذى اخذ منى جزء من مالى على دراية ووعى اقتصادى وخبرة فى تنمية المال قد لا تكون متوفرة فى الطرف الثانى وهو الذى اعطى المال . ومن هنا سوف يعمل الطرف الاول على استثمار المال المؤخوذ فى وقتة بطريقة فيها المكسب لا الخسارة , فالمرابحة تدعوا الى العمل فى السوق بروح اخلاقية صحيحة حتى لا يخسر فيعجز عن السداد . ومن هنا نقول ان المعاملات المالية الواضحة الشفافة تؤدى دائما الى الربح و البركة فيها . * المضاربة : وهى من اساسيات المعاملات الاسلامية المالية وهى بمعنى ان لديك خبرة اقتصادية وليس عندك رأس المال المطلوب , فأذا اخذت من صاحب المال جزء من مالة وقمت بتشغيلة فى مشروع استثمارى ناجح , فما يحصل علية من ارباح يكون لصاحب المال 80% من الربح ولصاحب الخبرة 20% من ذلك الربح , او العكس حسب الاتفاق . و المضاربة تعنى انة اذا عملت وخسرت اصبحت الخسارة مقسومة بين الشريكين , انت خسرت جهدك و انا خسرت مالى , اى صاحب الخبرة الاقتصادية خسر جهدة و صاحب المال خسر مالة . و كما اسلفنا اذا كان هناك ربح يوزع حسب الاتفاق . هذة هى المضاربة وآليتها تنموية اقتصادية تضيف للمجتمع الكثير من رواج اقتصادى وتشغيل ايدى عاملة وزيادة فى الانتاج . وكما نعرف جميعا ان المعاملات المالية فى الاسلام تمقت الاحتكار للسلع . و الاحتكار بمعناة البسيط هو شراء سلعة و منعها عن الناس لفترة بغرض رفع سعرها . وكما ترى ان هذا الاسلوب لا يتوافق مع النفس البشرية السوية . كل ما تقدم من بعض المعاملات المالية الاسلامية ... الا ترى معى انها صالحة فى كل زمان و مكان ؟ !

ليست هناك تعليقات: