الاثنين، مارس 28، 2011

مبارك كان بيكره الصعيد


لا نختلف فى أن الصعيد المصرى بداية من بنى سويف المحافظه وحتى اسوان لم تكن تهتم بها حكومة مبارك فصارت هذه المحافظات بما تضم من المراكز والقرى أفقر ما يكون مقارنة بمناطق أخرى تقرر فيها الاستثمار بدون مبررات مقنعه ولا وجود إجابة واحدة حول تساؤل الكثير لما تتعمد حكومة مبارك تهميش الصعيد وعدم الاهتمام به . على الرغم من ان الصعيد المصرى لم يكن يمثل تهديدا يذكر على بقاء حكومة مبارك ولا التخطيط لقلب نظام الحكم _ ولكن الكثير من المحللين السياسيين يرجعون هذا الاهمال المتعمد لعدة اسباب : فمنذ مقتل السادات ولفترة قريبة بعد نهاية التسعينات توجهت ادارة مبارك الامنيه لحشد العديد من ذوى النفوذ والقوى فى الصعيد لمحاربة من اسماهم حينها بالارهاب الذى يهدد امن اسرائيل وامريكا قبل مصر فلقت هذه المبادرة والتخطيط الامنى ترحيبا تاما من قبل اسرائيل وامريكا فوصفت على انها منطقة حظر مؤقت لحين انتهاء الحرب على الارهاب المتطرف والذى قتل العديد من رجال الامن وكانت حربا شعواء بين الاسلاميون المتشددون والمسيحيين على اعتبار انها حربا ضد من يتدين بدين غير الاسلام _ اى ان ادارة مبارك ومن قبلها سعى السادات لكسب الصعيد المصرى فى عمل عسكرى لم تستطع القوات المسلحه حينها امتلاك الساحة لتعلن انها قادرة على محاربة الارهابيين ومن ناحية وزارة الداخليه لم تكن قادرة حينها لرد المسيحيين عن توجهاتهم واستغاثتهم المتكررة والمتزايده ونداءاتهم التى لاتختلف عن الواقع الان . فدارت رحا الحرب وكان الانتصار تارة للسنيين كما كانت تسميتهم فى الشارع وحتى الان وتارة اخرى تعلن وزارة الداخلية عن انها انتصرت وقضت عليهم تماما وامتلئت السجون واكتملت فرحة مبارك ونظامه بالقضاء على الحركة السنيه من جهة ومن اخرى اسكات ورد نداءات المسيحيين فى مصر واقناعهم بالامر الواقع والا تهديد امنهم وبقاءهم فى الصعيد وطردهم دون اراضيهم ومنازلهم . كان الصعيد المصرى وسيلة رخيصة لرد ما يهدد نظام مبارك ولتكن قصة عزت حنفى الذى تربى على العز وترعرع فى كنف النظام وامتلك السلاح وتاجرفيه وكان العفو على الكثير من اصحاب السوابق الاجراميه واللصوص وقطاع الطرق والسماح لهم بمزاولة الإجرام فى الخفاء والتطاول فى البنيان فى مقابل الاستعداد التام والانصياع الكامل لاوامر مصر على اعتبار انهم يتحدثون عنها وانها مهمة وطنية أختير من اجلها من تكره تواجدهم مصر اصلا _ كان الهدوء الملحوظ مع بداية الألفية الثانية بالصعيد هدوء حذر إذ ان التقارير الامنية كانت تحذر مبارك من اغتياله وذلك من قبل رجال من الصعيد هم امتداد لنظام سابق لم تكن الحيل الماكرة قادرة على ردعهم بل انهم اعطوا نفسهم مهلة فى الخفاء ليخرجوا مرة اخرى اقوياء _ ولم يكن هذا صحيحا بالمرة _ بل كان الصعيد من اللعب القذرة بيد حبيب العادلى وزير الداخلية المتهم حاليا بقتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير . لم تظهر اى توجهات سياسية للصعيد لا من قريب ولا من بعيد بل انه كان السياسى الماهر الذى يرى فى نفسه القدرة على المنافسة كان يخلع رداء الصعيدى ويرحل حيث العمران بالقاهرة ويغير من اقامته وحياته واسلوبه . كما كان ولا يزال البكرى والابنودى وغيرهما _ لم يكن الصعيد حتى الان ساحة لنجاح طبيب ولا مهندس ولا مدرس ولا محامى ولا فنان ولا رجل اعمال ولا صحفى ولا اى مهنة تذكر الا البلطجة والاجرام ومن يضرب بهم المثل ويتركون للحاجة ورد روح العمل الامنى امام انتقادات الصحف المعارضة لامر ما أثار الشارع المصرى _ كنت صغيرا اتابع التلفاز فى إذاعته لجلسة مجلس الشعب والشورى واتشوق كثيرا كى ارى من يطرق بابنا طالبا صوتنا لنجاحه فى الانتخابات فكنت لا اراه ولا اجده فى الصعيد وكنت اسأل عنه فيجيبنى خدامه أنه بالقاهرة أى انه ذهب ليناقش مشكلاتنا الاقتصادية والبطالة المتردية والمتزايدة يوما بعد الاخر ومشكلاتنا الصحية والعلميه والتكنولوجيه والمؤسسات الحكومية التى لم تكن ولم توجد الا بالقاهرة الكثير والكثير من المشكلات كانت بانتظار المنتخب لتمثيل الشعب الصعيدى . ولكن نسيت أنه نفسه صورة مرسومة من قبل النظام . والدليل على ذلك أن الصعيد لم يكن مشكلة معضلة لنجاح الحزب الوطنى بل كان اخر ما يعنى به ويهتم بشأنه لانه فى ايديهم كما كانوا يقولون _ وكانت الثورة ويبقى السؤال كما هو : ما حال الصعيد بعد الثورة ؟ هل سيزال يفتقر كل شئ من لا شئ ؟

ليست هناك تعليقات: