سُخرية القدر بقلم الكاتبة ايمان الحفناوى
لأول مرة تحضُرنيِ كلمة ولا أقوم بالبحث عن معناها في قاموس اللغه ولا أتسائل إذا صح التعبير بها أم لا !ربما لأنها ليست مجرد كلمة عابرة خطرت ببالي ولكنها إجتاحت مشاعري أيضاً و أرجفت خاطري.هذه الكلمه هي :سُخرية القدرفهل يسخر منا القدر كما يُقال أم اليأس داخلنا يُهيأ لنا ذلك ؟أحيانًا لا يهم إذا كان ما نظنه حقيقي أو لا , ولكن يهمنا ان نعبر عن حالنا.في كل الأحوال قد نعني بهذه الكلمه نزول الكارثه بينما نحن في قمة الفرح فتتحول الأفراح إلى مآتِّم ونتشاطر التعازي و الأحزان بدلاً من السعادة و التهاني .وقد نعني بها أن يأتينا ما يُفجِّعنا فور سماع خبر يُسِّرنا فقبل أن تكتمل البسمة على شفاهنا تُزّرِف أعيننا الدمع كنزيف الدم .قد نعني بها الكثير من المعاني التي تدل على سرقة الفرحه و السعادة من حياتنا و تحول كل جمالٍ إلى قبحٍ وكل ما يتلون بالأبيض إلى أسود وكل مضئ إلى مظلم وكل ما فيه حياة إلى الموت .و لكن قمة سُخرية القدر أن ينعينا نصيبنا قبل أن ننعيه أو ننعي أنفسنا .فنكون كـبيتٍ مهجور تسكنه الأشباح هو ذكرى و ذاكرةً لكل رواية تروي مأساة حياة .أو نكون كشجيرةِ زينة عاريةَ الأغصان لا أمل لها في أن تثمر أغصانها أزهار أو حتى أوراق , لكنها تحيا بائسًة في إنتظارِ الحطاب كي يقتلع جذورها .سواء كنا بيت مهجور أو شجيرةَ زينة عارية فنحن سواء لا قيمة لنا ولا حياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق