كان المشهد مبدعا ورائعا داخل ستاد القاهرة.. ما إن ترى هذا الجمهور الكبير وتسأل نفسك: "إيه الروح الحلوة دى.. ياااه على عظمة جمهور الزمالك".. المباراة صعبة وليست مستحيلة والصعود فرصته قائمة.. وكنت هناك وأنا لا تربطنى صلة بـ"الزمالك" وشجعت وهتفت مع أصدقائى الزملكاوية "مصطفى المرصفاوى وأحمد خير ومحمد ماهر".. وسارت المباراة "رايح جاى".. ويتبقى هدف ويحصل الزمالك على "تذكرة دور ال 16".. والشماريخ والصواريخ "عرض مستمر".. لا ترى الحارس من كثافة الدخان ولا هو يرى إلا "القليل" لنفس السبب.. شماريخ وصواريخ تنذر بـ"شئ ما".. فى وقت كان فيه رجال الأمن "سلاسة وجمال ويسر".. ناهيك أنك وأنت على باب الاستاد لا "تفتيش ولا يحزنون" ولا "شمروخك ولا صاروخك ولا قزارة المياه ولا ولاعتك".. من غير مؤاخذة كأنك داخل بيتك.. الأمر لم يختلف كثيرا فى ملعب المباراة.. "شوية مجندين" بعضهم يرتدى "زى موحد" وآخرون يقفون أسفل المدرجات وهم يحملون دروعا.. أعدادهم قليلة لا تقوى أن "تصد أو ترد".
حدث ما حدث.. وتتبقى دقيقتين على صافرة الحكم الجزائرى محمد بشارى.. وينزل "اولهم "إلى ملعب المباراة.. "بنتاكور" وعارى الصدر ولياقة إيه.. كان أسرع من أحمد جعفر وهانى سعيد "مجتمعين".. و"ثانيهم" لا تقل لياقته عن الأول ولا عن "ثالثهم" ولا الآلاف الذين "هبطوا بسلام" إلى الملعب.. لتبدأ مرحلة "كر وفر وضرب" ومطاردة لـ"لاعبى الأفريقى" المغلوب على أمرهم.. ترى ألواحا خشبية وعصى تنزل على ظهور ورؤوس اللاعبين قبل أن تنالهم لكمات وركلات ودهس عقب سقوط الضحية.
اذن.. ماذا حدث؟ هل الأمر مرتبط بـ"تصريحات" سابقة لـ ال "حسن" عقب المباراة الأولى فى تونس واللى قالوا فيها: "واحنا هنطلب من الجمهور فى مصر ينزل الملعب".. لماذا لا تكون أتت الفكرة من هنا: "يا رجالة.. لما تحسوا إن الماتش هيهرب مننا.. انزلوا الملعب".
هل تفكير الذين "هبطوا أرض الملعب بسلام" بأن من حقهم الفوز ولا "يرضون بديلا".. هل تفكيرهم القريب من تفكير فئات فى المجتمع بأن تحصل على حقها "الآن وفورا".. هل شعروا أن المكسب وتذكرا الصعود حق مكتسب.. هى " ديمقراطية " ويريدون تطبيقها والحصول عليها .
هل الأمر كان "مدبرا".. ما حقيقة الأسلحة البيضاء وقرابة 2000 مشجع اقتحموا ستاد القاهرة قبل المباراة بثمانى ساعات، كاملة وتحرر محضر بالواقعة، ولم تتحرك أجهزة الأمن ولا الجيش.. من هؤلاء.. ومن دفعهم.. هل الحزب الوطنى "بيلعب" فى ستاد القاهرة؟! هل يرسخ "الهابطون" إلى أرض الملعب بسلام فكرة "الفوضى".. حتى نقول: "والنبى اطلع يا إسماعيل يا شاعر" من سجنك ونظم المباراة زى ما كان بيحصل قبل الثورة.. هنقول: "والنبى يا عادلى إرجع إلى.. إرجع إلى" وعد بـ"الأمن والأمان".. أو نقول: "ولا يوم من أيامك يا ريس.. ارجع".
ما شهده ستاد القاهرة فى أول مباراة يستقبلها عقب ثورة يناير هى "فضيحة" على عينك يا من داخل الاستاد أو من تتابعه عبر الشاشات.. قل كارثة.. أو "موقعة جمل أخرى" أو "موقعة الجلابية".. بعيدا عن "الاستاد".. كانت التصريحات على قدر "الفضيحة".. سمعت الاستاذ الدكتور المهندس الركن سمير باشا زاهر رئيس اتحاد الكرة فى إذاعة الشباب والرياضة وهو يتحدث إلى المذيعة نجلاء بدير وهو يقول: "ههههههه.. وكأنه نزل على بلاج.. نازل بمايوه.. ههههههه.. أنا معرفش إيه اللى حصل، وأنا بعت العلاقات العامة علشان يطمنوا على إخوانا التوانسة".. علاقات عامة إيه يا بشمهندس زاهر.. كان لازم تنزل وتروح لـ"الضيوف" فى الاستاد وفى المستشفى وفى المطار.. وتعتذر وتقول: "حقكم علينا".. وعلى نفس القدر من "العك" كان حسام حسن فى تصريحاته لمدحت شلبى فى بث مشترك مع قناة حنبعل التونسية كان مستفزا.. وقال للمذيع التونسى هيثم: "أنا لما اتكلم تسكت واحترم نفسك ولو عارف انك موجود فى الاستوديو كنت قفلت السكة فى وشك".. هكذا تعامل حسام مع "ضيف موجوع ومجروح".. وهكذا تكلم سمير افندى زاهر وبعت لا مؤاخذة العلاقات العامة.. التحقيق بدءا من تصريحات آل "حسن" فى تونس، وحتى "التراخى والترهل الأمنى " فى ستاد القاهرة مطلوبا.. من صمت ومن "صهينة" ومن "طناش".. ومن كبر دماغه.. لا بد من محاسبة وعقاب معلن.. ومش عايزين علاقات عامة.. ولا علاقات خاصة يا بشمهندس سمير.. عايزينك تسكت انت وحسام حسن.. وشكرا لـ"التوانسة" الذين تقبلوا "المهزلة" دون ضجيج.. وتقبلوها وهم يقولون: "هذه ليست مصر".. و"هؤلاء ليسوا كل المصريين".. شكرا لكم أيها الأشقاء المحترمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق