الأربعاء، أبريل 09، 2008

صفحات من تاريخ احد اعمدة الاقتصاد المصرى فى القرن العشرين



صفحات من تاريخ
أحمد عبود باشا

أحد أعمدة الاقتصاد المصري
في القرن العشرين الذى اختار ان تكون أرمنت القاعده الرئيسيه والمهمه للاستثمارته
واقامته فى قصر الخدوى اسماعيل بارمنت الموجود حتى الان في حياة عظماء مصر أشياء لا يعرفها العامة، فمثلاً أحمد عبود باشا واحد من أعمدة الاقتصاد المصري هناك العديد من جوانب حياته لا يعرفها العامة. استطاع السيد محمد سلام و السيد عبد المنعم عبد العظيم أن يبحث عن الجوانب الخفية في حياة أحمد عبود باشا، وقد أخرج لنا بحثاً يعتبر مرجعاً من أهم المراجع التاريخية للباحثين المصريين الشبان الذين سوف يدرسون تاريخ أحمد عبود باشا قال فيهلم يحظى
الاقتصاديون في مصر بحظ في التأريخ إلا فيما فرض نفسه من أحداث كانوا طرف فيها وكان لها أثر في التاريخ السياسي الذي نال كل الاهتمام.لهذا تأتي صعوبة الحديث عن أحمد عبود باشا الذي كان له أثر كبير في التاريخ الاقتصادي لمصر لم تدونه كتب التاريخ السياسيربما تكون السينما قد ألمحت إلى بعض من جوانب حياته في فيلم شيء في صدري الذي أخذ عن قصة بهذا الاسم للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس لما شاب القصة من قصور نتيجة ما تحتاجه الحبكة الدرامية من لعب بالاحداث.وأحمد عبود باشا كرجل اقتصاد دخل ساحته في قائمة العصاميين، فهو ابن لرجل عادي من الطبقة المتوسطة كان يملك حماماً شعبيا في حي باب الشعرية وكان يساعد والده في إدارته حتى تخرج من المهندسخانة.فعمل بعد تخرجه بأجر شهري خمسة جنيهات فقط في وابورات تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس بأرمنت، وفصل منه بعد فترة ليعمل مع أحد مقاولي الطرق والكباري بفلسطين، وكان ينفذ بعض العمليات للجيش الإنجليزي. وأثنائها تعرف بمدير الأشغال العسكرية للجيش الإنجيزي ونشأت بين عبود وبين ابنة هذا الضابط الإنجليزي المهم قصة حب انتهت بالزواج.وهنا جاء التحول الكبير في حياة هذا المهندس الشاب حيث ترك العمل لدى المقاول واشتغل بالمقاولات وبمساعدة حميه أسندت إليه معظم أشغال الجيش الإنجليزي في فلسطين ومدن القناة حتى تكون لديه رأسمال استطاع به أن يشتري معظم أسهم شركة نيوكرافت للنقل بالسيارات بالقاهرة، ثم شركة بواخر البوستة الخديوية، حتى ظهر اسمه في عام 1935 في ذيل قائمة أغنياء مصر أيامها.ولقد أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945) إلى ظهور طبقة جديدة من الأثرياء أطلق عليهم أغنياء الحرب، وكان عبود أحد أولئك الذين استفادوا من ظروف الحرب ليحقق كثير من ثروته الفاحشة من أرباح أسطول السفن الذي كان يملكه، وارتفاع أجور النقل ارتفاعا خيالياً. فاشترى معظم أسهم شركة السكر والتكرير المصرية التي كان يملكها رجل أعمال بلجيكي يدعى هنري نوس وعندما مات هنري أسندت إدارة الشركة إلى ابنه هوج نوس، ولكن عبود العضو البارز في مجلس إدارة الشركة استغل هذه الفرصة وأوعز لأصدقائه الإنجليز ليقوموا بتجنيد الإبن رغم أنفه، وتم ذلك فعلاً ويذهب هوج نوس ليشارك في الحرب ولا يعود منها فقد قتل في إحدى المعارك وخلا الجو لعبود لينفرد بإدارة شركة السكر رئيساً والعضو المنتدب لها، وظل رئيساً لمجلس إدارتها حتى تم تأميمها في عام 1961.وكانت لأرمنت عند عبود هوى خاص، فاشترى تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس (6000 فدان) الذي كان يعمل أجيراً فيه، واشترى أيضاً قصره بأرمنت (سراى عبود) والذي كان أحد قصور الخديوي إسماعيل والذي بناه لاستضافة الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا أثناء زيارتها لافتتاح مصنعه بأرمنت الذي واكب افتتاحه افتتاح قناة السويس 1869 وعاش فيه شقيقه مصطفي فاضل الذي بنى مسجد أرمنت العتيق، وقد بنى عبود في حديقته قصراً صممه مهندس إيطالي يعد من التحف المعمارية المميزة. تزوجت فيه ابنته مونا من المهندس المصري محمد علي حسين الذي رأس مصلحة الميكانيكا والكهرباء بوزارة الأشغال، وكان عضواً بمجلس إدارة شركة سيمنس الألمانية.وقد اشترى القصر شركة السكر من الحراسة بعد التأميم وبعد إلغاء الحراسة اشترى القصر الاقتصادي المصري مصطفى الزناتي أحد أبناء قرية الضبعية إحدى قرى مركز أرمنت والتي ضمت أخيراً لمركز الأقصر.وامتدت إمبراطورية عبود باشا الذي أصبح أغنى أغنياء مصر إلى دائرة السياسة والرياضة أيضاً فقد كان رئيساً للنادي الأهلي والسياحة وكان يملك معظم أسهم شركة الفنادق المصرية غير شركات السماد بعتاقه والكراكات المصرية وغيرها.لو بلغ من نفوذ عبود أنه أجبر طلعت حرب مؤسس بنك مصر وأشهر أعلام النهضة المصرية على الاستقالة من بنك مصر في 14 سبتمبر 1939 الذي أسسه بعرقه وجهدة.لقد اشترك عبود وفرغلي باشا ملك القطن على سحب ودائعهم من البنك بمعدل نصف مليون جنيه يومياً حتى بلغ السحب ثلاثة ملايين جنيه، كما هدد وزير المالية أيامها حسين سري صديق عبود بسحب ودائع الحكومة فاضطر طلعت حرب للاستقالة حتى لا يهتز مركز البنك وترك إدارته لحافظ عفيفي طبيب الأطفال الصديق الأثير للإنجليز ولعبود.وفي نوفمبر 1933 تولى الوزارة عبد الفتاح يحي باشا خلفاً لإسماعيل صدقي وخلفه أيضاً في رئاسة الحزب. وبعد أيام من عمر وزارته ثارت أزمة تتعلق بوزير الأشغال عبد العظيم راشد باشا الذي عهد ببعض المقاولات إلى أحمد عبود بالمخالفة للقوانين واللوائح.ونشرت الصحف الأنباء مزودة بالتفاصيل، ووصل الأمر إلى إحالة الموضوع للنيابة ثم إلى القضاء.ولكن عبود الذي كانت تربطه بالمندوب السامي البريطاني مصالح واسعة لم تهزه الأزمة حيث تدخل المندوب السامي لدى الملك فؤاد الذي ضغط على رئيس الوزراء لتقديم استقالته فاستقال رئيس الوزراء الذي ذكر في كتاب استقالته أنه قدمها بناء على رغبة الحكومة البريطانية دون تفريط في حقوق البلاد.وتتحدث أخبار عام 1952 أن وزارة نجيب الهلالي الذي اشتهر بالصلابة في الحق والنظافة والاعتزاز بالنفس والعداء للقصر أسقطها عبود باشا لأنها لم تأتي على هواه وطالبت شركاته بالضرائب.فقد اتفق عبود مع مستشاري الملك فاروق على رشوة الملك بمليون فرنك لإقالة وزارة نجيب الهلالي التي جائت لتنقب في ملفات الفساد.أقيل الهلالى ليشكل عبود من قصرة بأرمنت وزارة جديدة برئاسة صديقه حسين سري. دفع عبود رشوة مليون فرنك ليتخلص من خمسة ملايين دولار ضرائب.وبالرغم من أن عبود بنى مدرسة ثانوية في أرمنت وكوم امبو على نفقة شركة السكر ومستوصفا للعلاج، وكان عبود نائباً لأرمنت في برلمان 194. عن حزب الوفد ورشح نفسة عن دائرة أرمنت مرة أخرى ضد أبو المجد بك الناظر القطب الوفدي المعروف واحد ابطال ثورة 1919 لبرلمان 1945لقد طلب منه مصطفى النحاس زعيم الوفد من أبو المجد التنازل لصالح أحمد عــبود باشا فأرسل له برقيته المشهورة:"شاورت نفسي وأهلي فأبوا"وسقط عبود ونجح الناظر.كان الاقتراب من قصــر عبود في أرمنت جريمة عقابها القتل، لهذا كانت جماهير أرمنت تهتف في انتخابات يسقـط عبــود الزاني يحيا أبو المجد بك الناظر.وعندما ثار الفلاحين في أرمنت على أحمد عبود وحاولوا اغتياله على سلم يخته طالت الرصاصات مفتش تفتيشه عبد الرحمن عرفات فاغتالته.وقامت ثورة 23 يوليو 52 لتطوي صفحة الإقطاع الزراعى ويستفيد آلاف من المعدمين في أرمنت من القانون وتوزع أراضي عبود عليهم لتتغير الخريطة الاجتماعية في أرمنت. وأصبح من أبناء هؤلاء المنتفعين الأطباء والمحامين والمهندسين والعلماء وأساتذة الجامعة.ويأتى عام 1961 ليتحقق تحرر الطبقة العاملة في مصانع عبود بعد تأميمها وآثر عبود بعدها الهجرة إلى بريطانيا لإدارة أعماله بالأموال التي هربها إلى هنــاك.ومات عبود في بريطانيا غريباً عن وطنه وسط الإنجليز الذين أحبهم ودافع عن مصالحهم حتى أنه نصح عبد الناصر أثناء العدوان الثلاثي 1956 أن يسلم مصر للإنجليز حتى يسلم من شرور الحرب.ولم يسلم عبد الناصر وانتصرت مصر

ليست هناك تعليقات: