الجمعة، فبراير 12، 2010

عتمة ((مغربي )) المضيئة

عتمة ((مغربي )) المضيئة
بقلم :سعد القليعي !!
في اطلالة سريعة ندخل الى عالم المغربى من خلال مجموعته الشعرية الصادرة عن سلسلة كتابات جديدة التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة ومحمود مغربي فى ديوانه الجديد " العتمة تنسحب رويدا " يواصل صخبه الهامس أو همسه الصاخب الذي يداوم عليه منذ سنوات طويلة والذي أهله بجدارة واقتدار أن يصبح من الشعراء الرواد الآن في الساحة الشعرية الجنوبية والقنائية تحديدا ، إذ هو من جيل الثمانينات رغم تحفظنا على مسالة المجايلة والأجيال .. ففي هذا الديون وبحسب قول الباحث والناقد سعد قليعى يواصل محمود مغربي تطوره الطبيعي في هذا الديوان فالقصيده عنده تطول حتى تصبح ما يشبه الفصل الكامل في الكتاب مثل قصيدته التي يصدر بها الديوان "من كتاب الوقت" وقد تقصر حتى تصبح قصيدة "الومضة" التي لا تعدو سطرا واحدا استطاع فيه الشاعر أن يكثف اللحظة في كلمات مشحونة متوتره تقطر شاعرية وفى كلتا الحالتين مازال محمود المغربي مصرا على لغته المخملية التي تستحيل أحيانا إلى شعاع يتغلغل فلا تشعر به إلا إذا بلغ الويداء في قلبك لتعيش مع الشاعر ذات الإحساس الذي عاشه حين كتابة القصيدة . انه في قصيدته كتاب الوقت مثلا يتأمل هذا المعنى " الوقت " المحسوس في نفس اللحظة وينظر إليه متخذا في كل نظره زاوية جديدة ليكشف لنل في كل زاوية علاقة جديدة يراها هو بعينه النافذه النفاذة ليضع أيدينا على صورة نظن لفرط بساطتها انه كان ينبغي أن نراها مثلما يراها شاعرنا بالضبط . فهو يرى مثلا الوقت ممسكا سيفه داعيا لنا أن نبتعد عن مجال حركته الهائمة حتى لا يدهسنا الخريف وقبل أن تستغرقنا قساوة هذا الوقت الممسك بالسيف يفاجئنا محمود بان الوقت حنان يجب أن نتحول فئ أروقته ونتزود لرحلة التيه المحتومة على كل منا وقبل أن نمعن في فرحنا بحنان الوقت يذهب محمود لزاوية أخرى ليرى منها الوقت بناء شامخا ثم يراه ذا شهوة لا يفلت منها من يدنو ثم يراه بحرا وعروسا .. الخ ..
محمود مغربي في هذا الديوان ينطلق من الأرضية المتينة التي يقف عليها كشاعر امتلك أدواته ووعى وتطلع أن يستخدم تلك الأدوات في الفرار إلى عوالم شعرية أرحب ، ليحلق وراء روحه كاشفا لنا عوالم هذه الروح وزوايا رؤيتها ، انه في تمرده لا يقطع أغلالا ولا يكسر قضبانا ، انه يمرق كما يمرق شعاع الشمس ، ويتسرب كما تتسرب الروح في عالم الحلم ، ولا ينسى أن يعرج بنا إلى منطقته الأثيرة " الأنثى " التي يراها معادلا وسيعا يتسع ليعبر به وفيه عن كل همومه ، فهو ينظر للمراه ليس التشريح ،ولا الكائن البيولوجي ، إنما يراها المراه الوطن المراه القصيدة المراه الحلم فهو يعشقها ويتعذب بها ويعيش همومها ويتفيىء ظلال جمالها ، ثم يروح يبحث فيها عن المناطق البكر التي لم يرتدها قبله مرتاد ،سعيدا بكشف دون غرور ولا استعراض همه في كل ذلك أن يقدم لنا جمالا .. جمالا مطلق هو الو سيله والهدف لكي نرى الحياة كما يراها محمود مغربي جميله ... جميله ..وهامسة وأثيرية تشبهه إلى حد كبير .. تحية وإعجابا لمغربي ولعتمته التي تنسحب رويدا .
تم النشر بعد موافقة الشاعر الكبير / محمود مغربى
ابوالحجاج عطيتو
محررصحفى بجريدة الجنوب اليوم
0162427235

ليست هناك تعليقات: