السبت، مارس 13، 2010

شعراء ارمنت يتألقون فى مؤتمر وسط وجنوب الصعيد

لقد تم تكريم للشاعر رمضان عبدالعليم
وتم من خلا المؤتمر عمل دراسة على ديوان الشاعر خالد حلمى الطاهر " عليك الملام " فن واو بالأضافة الى المشاركة المتميزة للشاعران فى امسيات المؤتمر *** التعبير عن الذات لدى مبدعي الصعيد كتاب أبحاث مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي الغردقة 28 / 2 إلى 2 /3 /2010 دراسة أدبية يكتبها الأديب الباحث والشاعر / محمود الحلوانى عن ديوان " عليك الملام " " فن الواو " للشاعر خالد حلمى الطاهر *** ديوان " عليك الملام " ديوان " عليك الملام " اتخذ لنفسه نظاما محددا لم يحد عنه طوال الديوان وهو " نظام المربع " فى " فن الواو " ذلك الفن العريق المعروف فى صعيد مصر وأريافها حتى قيل أن يبدع فيه شعراء كبار بتنا نعرفهم بالاسم بداية من " ابن عروس " ذلك الشاعر الأسطوري لا يزال يشكل لغزا أمام الباحثين والمنقبين عن حقيقته وحتى شاعرنا الكبير الجميل عبد الستار سليم الذى يبدو أنه فتح مدرسة باسمه فى فن الواو فى الصعيد وهذا هو الشاعر خالد حلمى الطاهر يواصل الخوض فى هذا النهر المتدفق لفن المربع بنظامه المزدوج " المغلق " و " المفتوح " معاً والذي يشكل- بنظامه هذا – مفارقة لافته ... وأعنى بهذه المفارقة التزامه الصارم ، الذى لا يحيد عنه بتشابه قافيتي الشطرة الأولى والثالثة ، والثانية والرابعة ، حيث يتكون المربع من بيتين ، يحتوى البيت على شطرين ... وفى مقابل هذا الالتزام فانه يتمتع بقدر كبير جدا من الحرية فى اللعب بالقوافي عن طريق النحت الجديد والاشتقاق المدهش أو التكرار مع اختلاف المعنى ، عن طريق التجنيس وقلب الحروف وإضغامها وإسقاط بعضا أو إضافة أخرى ، إلى أخر ابتكارات الشفاهية التى يجريها الشاعر لإحداث الدهشة لدى متلقيه ، وظنى أن فن المربع مثله مثل الموال ، ولد فى أحضان الجماعة الشعبية ، نبتا أصيلا لمسامراتها وتجمعاتها ولعبها ... حيث يقوم على نزع من التواطؤ بين قائلة وجماعة المتلقين الذين يسمحون له بحرية التصرف فى نحت قوافيه كيفما شاء على أن يقوموا هم باستظهار هذه المقاصد والمعانى المختلفة التى تحملها القوافى المتشابهة أو المتطابقة ، وبدون هذه اللعبة " الإظهار " او " التظهير " وهذا التواطؤ من اجل أحياء الليالي والسمر ولم يكن من الممكن أن يستمر هذا الفن ، وحينما تحول أو أصبح فنا مكتوبا فإنه أستبدل القارئ الحديث بجماعة المتسامرين ، وأصبح على هذا القارئ الحديث أن يوافق على قانون اللعبة ويسمح للشاعر بألاعيبه فى التورية وأساليبه فى نحت قوافيه بكل ما أتيح له من قدرة على نظمها ... بشرط أن تنسجم مع سياقاته الدلالية التى قصدها . وأظن أن هذه اللعبة هى مكمن جمال المربع ، حيث مساحة اللعب الواسعة والمكفولة لكل من الشاعر والقارئ .. فالمربع يعتمد فى الأساسي على فعالية المتلقي فى إنتاج المعنى .. وعلى جودة السبك والإحكام بالنسبة للشاعر .. ثم أن المربع بعد ذلك وبسبب وجازته الشديدة فأنه يشبه السهم الماضى ، لابد أن يصيب هدفه بأربع رميات نافذة ، وقد شبهه العظيم " يحي حقى " فى معرض تحليله لرباعيات صلاح جاهين – إن جاز القياس – بالحركات الأربع فى عملية الصيد وهى " طرح " الشبكة أولا ثم تثبيت القدم على " عتب " صلب فى الأرض ثم " شد " الشبكة وأخيرا الحصول على " الصيد " المأمول ومن مشكلات هذا النظام الشعري تكلف الشاعر أحيانا فى الإتيان بالقوافي وضعف الصلة بين حركاته الأربع " شطراته " وهو ما يؤدى الى تفكك المربع بنائيا ودلاليا ويفقد وحدته الشعورية ، كذلك فإن حرص الكاتب على تطابق رسم القوافي – وهى مسألة كتابية – قد يعطل بعض الشيء تلقى القصد " مكتوبا " وهو ما يمكن أن نراه مثلا فى هذا المربع . " يا دنيـــا منــك راح أمشى وحـرَّمت أقعـــد فضـــــلك " فى ضلك " لو قلبك لولدك راح أمشى " لم يرحم " طب ايه قــوليلى فضـــــلك ففى هذا المربع يطابق الشاعر بين رسمى قافية السطر الأول والثالث " راح أمشى " بينما – فيما أتصور- أنها فى السطر الثالث – كان من الأفضل أن تكتب " رحمشى " أى لم يرحم . غير أن من المؤكد أن شاعرنا يمتلك المهارة والخبرة المطلوبة لكتابة المربع وهى مهارة تحسب له ، حيث أنه ليس من السهل على أى شاعر التصرف فى هذه المساحة القولية الموجزة ، وتحت وطأة نظام إيقاعي صارم و ملزم .. لذلك نرى أن خالد حلمى فى مربعاته قد أجاد تطويع قوانين المربع ووصل فى الكثير من مربعاته الى غايات شعرية حقيقية ، على الرغم مما يلتزم به عادة هذا الشعر من قيم أخلاقية ، وتوجهات حكمية ووعظية تتوافق – عادة – مع قيم الجماعة ولا تحيد عنها وقد جمع الشاعر فى مربعاته مزيجا معتبرا من الموضوعات الأخلاقية والسياسة والفلسفية التى تتحدث عن الزمن والناس ، كما كتب فى الغزل وفى موضوعات آنية تخص رؤيته المعاصرة للكثير من المستجدات والأحداث التى يمر بها " انظر مربعاته المهداة الى منتظر الزيدى فى حادثة الحذاء الشهيرة ومربعاته المعنونة بزمن " الموبايل " كذلك يمتلك الشاعر خبرات استلهام وتوظيف التراث والقصص الدينى وهو ما نراه بوضوح فى مربعاته الأولى ، حيث صاغ حكمه من قصص " إبراهيم الخليل " وغيره من الأنبياء مع قصص بعض المارقين مثل فرعون والنمرود وغيرهم : عبـــدك "خليلك" أجيرك واهى نار دى عـبت فـــلاه "جبـريل" يقـوله أجيرك جــاوبه اجـرتـك فـــــــــلاه " بمعنى أن المجير هو الله " *** محـــــروم وبـادعى يهـادى "خـليـل" دعـاها وهاجـــر شـوف ربـك أمــا يهـــــادى "سارة" تخلف و"هاجر" *** وهذه طائفة من المربعات التى تؤكد مهارة الشاعر وإمكاناته الصياغية الملحوظة ، ووعيه الإنساني والاجتماعي والسياسي الرهيف والتى تنتقل بنا من الدعوة الى السلام والمساواة بين البشر ، الى النظر فى أحوال الدنيا والوطن غير العادلة الى السخرية من كذابين الزفة ومن الأنذال وغمزهم " كعادة الموال الشعبى " الى أخر هذه الأغراض الموالية الشعرية ... ســلام بنـدعـــى ولا دم دعـــوة لعــادى وناسك يا دنيـــــا واحـنا ولا دم " أولاد ادم " لا تـقـولى ناسى وناسك *** يـا دنيــــا ســـايقه دلالك جـرحـك ف قـلبى بلاطى " بلا طى " وانا اللى بــاعـنى دلالك خد منى عـفشى وبلاطى *** يا سمرة خــيرك ما لينا وغـيرنا عَـلّى مبـــــانى خدوا عافية منا ومالينا " أموالنا " وصبحت هــادد مبــانى *** بأوزن حــديتـى وادوقــــه واسمع لصاحب مشــورة اطحن ف همى وادوقــــه و النـــدل ابـــداً مـشـوره " لا أستشيره " *** حـظــــى دا ليــه مقــلـوب يا دنيــــا دايمــاً معــــاكى لا مسلح بنيت ولا طـــوب تجرى وانا اجرى وراكى *** لو ملــــح اكلى متــــــاجــر " لا أتاجر " ف يوم و صـــاحبى أعادى ولا عـمرى افـتح متــاجـــر تكسب بحَـضـن الأعـــــادى *** شــــايفة وسامعة الشتايم ما تقولى مين اشتــــراكى لبســـتى نـدلك عـمـــــــايم وحُــــرك بـيجـرى وراكـى *** لا "سبت" عـــاد ولا "حـد" و"خميس" شبه "جمعــة" لايّـــــام تفـــوت ولا حــــــــد قــــاعــــــد معـــاه جـمـعــــه " جماعته " *** النـــــدل قـلبه مصـــــــــافى لا عـمـــره مــــره مـعـكــــر " معاك كر " والله ان تجيـب له مصــافى دمـــــــه ح يجــــرى معـكـر *** زمــــن المـوبـايل دا وحّـد ف العـشــق بحرى ونوبى ولا عــــدت اشـهـد ووحّــد غـيـر بـس احـلم بــروبــى *** بطـلـنـــا شـغـل السـيــاســة ومسـكـنـــــا للخـلـق سـيـرة الكــــدب اصـبــح كـيـاســـة والــــزفة صـبـحـت مسيـرة ***

ليست هناك تعليقات: