الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

المنيا تفتح اخطر ملف فى مصر

المنيا تفتح اخطر ملف فى مصر ملف الفتنة الطائفية الأسباب والظواهر كتب / عبدالمنعم عبدالعظيم المنيا عروس الصعيد ترتدي طرحتها البيضاء وفستانها الأبيض الجميل الجرجار لتتهادى على النيل مزهوة بتاج ملكة مصر الجميلة نفرتيتى وفخورة انها حمت فرعون مصر اخناتون عندما أقام عاصمة التوحيد فى تخومها فى مدينة تل العمارنة فى نفس المنطقة التى عاش فيها نبى الله إدريس أول الموحدين وأول الأنبياء الذى عاش فى مدينة الاشمونين ومنها خرجت مارية القبطية ابنة قرية حفن الشيخ عبادة هدية المقوقس جريج بن مينا عظيم القبط فى مصر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلد له ابنه ابراهيم المنيا عروس الصعيد زهرة مدائن الجنوب فتحت صدرها للحوار الذى نظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية وقاد الحوار فية القس الدكتور اندريه زكى نائب رئيس الهيئة القبطية ذلك القس الواعى المهموم بكل هموم مصر والذى جعل منتدى حوار الثقافات جزء من ضمير هذا الوطن يناقش بكل صراحة وموضوعية القضايا الساخنة والرؤى المستقبلية وهو اول من فتح افاق الحوار حول هذه القضايا مع الصديقة سميرة لوقا دينامو الحوار والموصولة دائما باعضاءة من نخب المثقفين والإعلاميين والشيوخ والقسس خيرة مفكرى مصر رابطة واعية تتحرك فى كل مصر لتفتح أفاق الحوار والنقاش فى جراءة وموضوعية كان ضيف المنيا فى هذا الحوار الدكتور وحيد عبدا لمجيد الكاتب والباحث ومدير مركز الأهرام للترجمة والنشر ولقد أفاض الدكتور عبدالمجيد فى حديثه فى البحث عن الهوية من انا ومن انت كيف ارى نفسى وارى الآخرين ثم عرج الى ترتيب عناصر الهوية المصرية ليفسح قاعدة للتسامح وقبول الأخر وعاد بنا للجذور الأصيلة للشخصية المصرية منذ رفع رفاعة الطهطاوى شعار مصر للمصريين ورفعت الثورة العرابية شعار الدين لله والوطن للجميع وثورة 19 التى خاضت غمار الثورة بشعار الهلال مع الصليب ومع بداية القرن العشرين برزت حركات دينية تعتمد على الفكر السلفى مثل الجمعية الشرعية والإخوان المسلمين التى خلقت جو من الانحياز للفكر المتعصب و الدخيل على روح مصر السمحة ورغم المشاركة الوطنية الواسعة فى الحركة السياسية قبل الثورة الا ان مرحلة القوانين الاشتراكية أثرت على الاقتصاد القبطي وهاجر كثير من أثريائهم للخارج كما ان العمل بدول الخليج جذب عدد غير قليل من المسلمين الذين عادوا بافكار دخيلة على الفكر الدينى المصرى واكد الدكتور عبدالمجيد ان مابيننا فى مصر اكبر من اى خلاف فى الدين او الجنس ولايوجد فى مصر خلاف عرقى لاننا من جذر واحد ولا يوجد احد ضيف على الأخر ،وأضاف أن أى أحداث عادية يومية بين المسلمين والمسيحيين بدا تضخيمها وقال ان تنامى التشدد الدينى مرجعة الى عدة أسباب أبرزها قيام دولة اسرائيل فى المنطقة وهزيمة 67 وتتدخل الدكتورة أمنه نصير الأستاذ بجامعة الازهر لتقول نحن فى سفينة واحدة اذا خرق احدهم جسم السفينة غرقنا جميعا واكدت الدكتورة آمنة نصير، على أننا كلنا مصريون ، ولابد من تكاتف الجميع ضد أى محاولات خارجية من شانها النيل من وحدتنا ومصريتنا وتحدث الدكتور ضياء الدين محافظ المنيا الذى دعى إلى ضرورة وضع معايير واضحة وقصر استعمال عبارة الفتنة الطائفية على الوقائع التى تخطط عمدا إلى إخراج المواطنين من دياناتهم كرها الى دين آخر، وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن توصيف الأحداث الجنائية بلفظ الفتنة. بينما طالب أحد شيوخ الأزهر الحاضرين البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقصية بضرورة إغلاق القناة التى تبث خطابات أحد القساوسة التى من خلالها يزرع الفتنة بين أبناء مصر، وأكد الدكتور ضياء ان الجميع فى مصر ينشد الامن والسلام الاجتماعي وان الرئيس حسنى مبارك هو اقوى المدافعين عن الوحدة الوطنية وهو قدوة لكل المصريين فى ترسيخ المواطنة وحمايتها وقال الدكتور ضياء انه لا توجد فتنة طائفية فى مصر انما هناك حوادث ذات طبيعة دينية وهى حوادث عادية تتحول الى فتن بسبب الشحن الدينى وغياب الخطاب الدينى الخلاق وشدد المحافظ على أهمية تفعيل القانون و تطبيقة واحترامه من الجميع دون تمييز مشيرا الى أهمية تقوية الانتماء الوطنى والالتزام بالقيم الدينية السمحة وأشار الى ان المنهج الحقيقى للاسلام والمسيحية هو احترام عقائد الغير والتعاون والمحبة ومن جانبه قال الدكتور احمد زايد أستاذ علم الاجتماع ان الفتن مظاهر عارضة ولا يجب ان نركز على الاختلافات الطائفية بل نركز على الهموم الإنسانية التى نشارك فيها جميعا ولابد ان نحول الدين الى طاقة للعمل وبناء الحضارة وقال الأب انطوت جيد ان شعب مصر نسيج واحد مترابط متعايش يصعب التمييز بين مكوناته والتسامح صفة أصيلة فينا كان الحوار متسعا شارك فيه العديد من الشيوخ والقسس ورجال الفكر ومنظمات المجتمع المدتى وأود ان أشيد بتصدى منتدى حوار الثقافات لهذه الظاهرة وفى المنيا بالذات التى تحول اسمها إلي «عاصمة التطرف الطائفي» نظراً لكثرة الأحداث الطائفية التي عصفت بها علي امتداد مراكزها « مغاغة، بني مزار، مطاي، سمالوط، أبو قرقاص، ملوي، ديرمواس، العدوة «فمن بين 53 حادث عنف استحوذت المنيا وحدها علي 21 حادثاً منذ يناير 2008 وحتي يناير2010. والحقيقة أن هناك عوامل تضافرت حتي أصبحت المنيا علي رأس المحافظات التي تشهد أحداث عنف طائفي دوماً سواء الأسباب التي لها علاقة بالطبيعة الجغرافية للمدينة التي يغلب عليها الطابع القاري الصلد فضلاً عن التركيب الديموغرافي «السكاني» علاوة علي ضمها للكثير من المتناقضات فبالرغم من مظاهر الفقر المدقع السائدة علي امتداد مراكزها فإنها تضم في ثناياها العديد من«العزب» التي تظهر عليها مظاهر البذخ الفاحش سواء في أبنيتها أو حتي كنائسها والمتابع لإحداث الفتنة الطائفية في مصر يخلص إلي أن النسبة الكبري منها وقعت في منطقة صعيد مصر، وتحديداً في المنيا سواء من حيث عدد الحوادث أو مدي جسامتها، وعدد المتورطين فيها، حيث يشكل الصعيد مشكلة أيضاً من حيث التواتر الزمني لوقوع الأحداث وتنوع وانتشار أماكن حدوثها، فالمنيا علي سبيل المثال يقع فيها حادث عنف طائفي واحد كل خمسة وثلاثين يوماً في 17 قرية تتبع سبعة مراكز بالمحافظة من أصل تسعة.مراكز تتشكل منها وتتنوع أنماط حوادث العنف في محافظة المنيا حيث إن أخطرها هو «الانتقام الجماعي» الذي يستهدف أتباع ديانة ما في منطقة بأكملها.. وتقوم فكرة الانتقام الجماعي علي سريان قناعة غير عقلانية تعتقد بمسئولية جميع المسيحيين في منطقة ما عن فعل منسوب لشخص واحد أو أكثر من المسيحيين تجاه شخص واحد أو أكثر من المسلمين، وكذلك بمسئولية جميع المسلمين في تلك المنطقة عن الانتقام لهذا الفعل، بغض النظر عن علاقة القائمين بالانتقام أو المنتقم منهم بالفعل الأصلي حسب القناعة نفسها. ويرتبط الانتقام الجماعي بمفهومين ظهرا بقوة خلال فترة الرصد هما «هيبة المسلمين وكرامتهم» و«شرف المسلمين». أما عمليات الانتقام من مسيحيين تجاه مسلمين فليست معدومة ولكن عددها ومستوي العنف فيها أقل بدرجة كبيرة، حيث يفضل المسيحيون عند شعورهم بالغضب اللجوء إلي أشكال احتجاج مختلفة مثل التظاهر والاعتصام، ودائماً ما يلجأون إلي الكنيسة لمطالبتها بالتدخل نيابة عنهم . ومعظم تلك الحالات كانت حوادث تتحول فيها مشاجرة بين مسلم ومسيحي قد تكون لأتفه الأسباب ـ مثل خلاف حول من له أسبقية المرور في الشارع ـ إلي مواجهات طائفية تتردد فيها الهتافات الدينية ويتبادل فيها المسلمون والمسيحيون التراشق بالحجارة، اعتقاداً بأن الجميع مسئول عن الدفاع عن أتباع طائفته، ففي 24 يوليو 2009 بقرية الحويصلة التابعة لمركز المنيا قام نحو ألفين من مسلمي القرية بمهاجمة مبني تابع للمجمع المعمداني المستقل وإشعال النيران فيه، وإحراق ثلاثة منازل يملكها مسيحيون، فضلاً عن بعض حظائر الماشية، مرددين هتافات ضد المسيحيين؛ وذلك بعد اكتشاف المسلمين لنية المجمع تحويل المبني إلي كنيسة بعد تركيب صليبين من الجبس علي واجهة المبني. وفي قرية نزلة البدرمان التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا في مساء يوم 27 أكتوبر 2009 وقعت مصادمات طائفية بين مسلمين ومسيحيين بسبب احتجاج المسلمين علي القيام بتجديد منارة كنيسة مار جرجس بالقرية، وتم تحطيم زجاج الكنيسة ووقعت تلفيات ببعض منازل وممتلكات المسيحيين بالقرية، من بينها خمس سيارات، ومستودع أسمنت، ومنشر خشب، فضلاً عن سرقة محتويات سيارة ملاكي. وفي قرية الريدة التابعة لمركز المنيا منع تاجر أخشاب مسيحي من استكمال بناء مخزن أخشاب في 28 يوليو 2009 لتشكك ضباط مباحث أمن الدولة في أنه يقوم ببناء كنيسة. وفي 15 أغسطس 2009 أرسل كاهن عزبة داود التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا شكاوي إلي رئاسة الجمهورية وعدد من منظمات حقوق الإنسان يشكو فيه جهاز مباحث أمن الدولة ومحافظ المنيا ويطالب بالسماح للمسيحيين في القرية الذين يبلغ عددهم 800 شخص ببناء دار مناسبات لإجراء مراسم الزواج وللصلاة علي موتاهم بها بدلاً من إجرائها في الشارع ، و لا يكاد يمر حادث من حوادث العنف الطائفي إلا وقد استهدفت خلاله كنيسة أو أكثر بالرشق بالحجارة وأحيانا بمحاولة إحراقها مع ترديد هتافات دينية معادية، مثلما حدث في دير أبو فانا الخاص بالأقباط الأرثوذكس والواقع في نطاق مركز ملوي بمحافظة المنيا والذي تعرض في يوم 9 يناير 2008 إلي اعتداء مسلح من قرابة عشرين شخصاً أسفر عن إتلاف ما يقرب من ثماني قلايات «وهي الغرف المخصصة لخلوة رهبان الدير». وفي يوم 31 مايو 2008 تعرض الرهبان المقيمون في الدير ذاته إلي اعتداء مسلح جديد من قرابة ستين شخصاً من البدو المقيمين في قرية (قصر هور» المتاخمة للدير. وقد وقع الصدام بسبب نزاع بدأ منذ عدة سنوات بين رهبان الدير الأثري الذين يقومون باستصلاح الأرض المحيطة بالدير وبين البدو المسلمين المقيمين في القرية المجاورة والذين يعتبرون الأرض ملكاً لهم بوضع اليد.كما يعد القتل العمد نمطاً آخر من أنماط العنف الطائفي الذي يجري فيه عبر الكاتدرائية نفسها. لاشك ان اختيار المنيا لهذا الحوار جاء موفقا وكان مطلوبا بالحاح وخرج المجتمعون بحصيلة رائعة من الحب والوعى وكان الدكتور احمد ضياء الدين صادقا وصريحا وواعيا ومقنعا سبق ان كتبت قلبى مع محافظ المنيا وألان تأكدت انه أمين على المسئولية والوحيد القادر على وضع حلول جذرية لها بعقلانية وبالتشدد فى تطبيق القانون وإعلاء سيادته على المجاملات والحلول الغير قانونية ليكون الوطن محلا للامان والسلام الاجتماعي فى ظل سيادة القانون وقواعد الشرعية بعيدا عن البلطجة والضغوط الموتورة . عبدالمنعــم عبدالعظــيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاعلى الاقصـــــر –مصــــر Monemazim2007@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: