مهما قلت .. لا أستطيع ان اصف مشاعرى التى عشتها خلال الايام الماضية وانا اعيش كالملايين عبر العالم تنامى هذه الثورة الرائعة التى اعادت للمصريين وحدة الهدف والمصير .. فلا مسلم ولا قبطى ولا اهلاوى ولازملكاوى ولاصغير ولا كبير ..
انه مشروع قومى نشأ وترعرع فى احضان عدد غير معلوم من شباب مصر .. شباب "الفيسبوك" الذى كم تعرض للانتقادات من اناس انفصلوا عنهم او فصلوا انفسهم عنه فلم يعودوا يروا فيه الا شبابا لاهيا يسلى نفسه ب "الجيمز" والشات ويضيع وقته فى كل ماهو غير مفيد..
ولعل من انتقدوا بل نظروا من فوق لهؤلاء الشباب يندمون اشد الندم على تلك النظرة المتخلفة السابقة بدليل تلك الاعترافات المتتالية من كبار ملأوا رؤوسنا وصدعوا ادمغتنا لسنوات طوال بنظريات وانتقادات وبرامج اصلاحية مكتوبة دون ان يتخذوا خطوة عملية لتحقيق مايؤمنون به ويريدون تحقيقه وكانوا يخشون فى احاديثهم الودية ان يتحدثوا عن اساطير العهد الذى ولى وراح بلا رجعة .. احمد عز .. صفوت "بيه" الشريف ..حبيب العادلى بطل مذبحة الامن المركزى الذى قال للرئيس السابق حسنى مبارك انه سينهى له مظاهرة 25 يناير خلال ساعات فاذا به "جه يكحلها عماها "..
وكان مبعث الخوف عند الاجيال السابقة من "بعبع" او عفريت لايوجد الا فى اذهانهم التى انهكها الخوف من مجموعة من البشر الذين حلت لهم لعبة الاستقواء وفرد العضلات وهم فى الحقيقة ليسوا حمل غضبة الشعب القوية..
وحتى عندما استعان بعض هؤلاء المسئولين وأعضاء مجلس الشعب والشورى والمجلس المحليه بجميع دوئر المحافظات المنتمون للحزب الفاسد ببعض البلطجية حاملى السنج والمطاوى بعد ان فشل الامن المركزى فى ايقاف المد الثورى لشباب مصر المحبين لها وتنفيذ تعليمات العادلى وقيادتهم من الحزب الفاشل بسحقهم ولان الحق دائما صوته اعلى من صوت المأجورين ابطال موقع الجمال والحمير والبغال فقد كانت الغلبة لهؤلاء المحبين لمصر اصحاب القضية اما البلطجية فقد توقفوا واندحروا بعد ان "نفذ رصيدهم " وبعد ان "اشتغلوا" بالفلوس التى حصلوا عليها وانصرفوا يولون الادبار.
ومضى شباب مصر ليقول لمن ظلموا البلاد والعباد : "الشباب الشباب .. هيخلى عيشتكوا هباب " كما كان يهتف عادل امام والمعتصمون معه فى مجمع التحرير فى فيلم الارهاب والكباب.
آسفين ياشباب الفيسبوك على ماظنته فيكم اجيال سبقتكم .. لقد اطلقتم الشرارة لثورة شعبية هائلة ومجيدة تستحقون معها ذلك الاعجاب من جميع شعوب العالم شرقا وغربا وشاهدها على الهواء مباشرة جميع هذه الشعوب .. كما شاهدوا قبلها باستمتاع كبير فعاليات ثورة الشعب التونسى الذى اخرجه الظلم عن هدوئه وميله الطبيعى للسلم والمسالمة ليقول الشعبان المصرى والتونسى للظلمة من اولى الامر: اتقوا شر الحليم اذا غضب.لان غضبه كفيل بحرق كل المفترين والمتاجرين بقوته ورزقه ومقدراته.
ولا اشك لحظة فى ان هذه الثورة ستعصف بما تبقى من فلول النظام الفاسد فى كل المجالات كالرياضة التى نرى فيها كل انواع الفساد وكذلك الاعلام المصرى "الحمضان" او الفاسد الذى يخدر الشعب ويتحدث له عن اشياء لايجد منها فى الواقع ولو جزءا يسيرا.
واتحية كل التحية لرجال القوات المسلحة المصرية الذين حموا الثورة بحنان جميل .. ولن انسى ماحييت واعتقد انكم كذلك تلك المناظر الرائعة التى جسدها استقبال المتظاهرين فى ميدان التحرير لافراد ومعدات القوات المسلحة بمجرد نزولها لانقاذ مايمكن انقاذه بعد انسحاب قوات الشرطة باوامر مشبوهة من قادة فقدوا كل الضمير والاخلاق لنجد هذا العناق الرائع بين افراد الشعب والجيش ودباباته وعرباته المصفحة ..
لن انسى المنظر ابدا وانا اشاهد منظر المتظاهرين الثائرين وهم يصعدون فوق دبابات ومعدات جيشهم الوطنى لتحية رجال القوات المسلحة ولا الترحيب الذى وجده المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وافراد الشعب يهرولون نحوه بتلقائية فى المرات القليلة التى نزل فيها الى الشارع لتفقد الاوضاع. انه وعى الشعب الاصيل الذى يفرق بين من يسرقونه .. ومن يحمونه.
عاشت مصر "الجديدة" .. وعاشت ثورة 25 يناير .. وعاشت مبادؤها التى يجب ان تظل على الدوام لحماية مكاسب هذه الثورة وحتى لا يعود الانتهازيون وهم يرتدون ملابس جديدة واقنعة مختلفة بحثا عن دور فى المجتمع الجديد.. ولهؤلاء نقول : عفوا لقد نفذ رصيدكم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق