الأربعاء، مارس 16، 2011

شباب مصر وتعمير الصحراء


الشباب هم أمل الأمم ، هم ثروتها الحقيقية ، فأمة بلا شباب أمة بلا قلب ، وكما قيل الشباب هم عصب الحياة لكنني أقول الشباب هم الحياة كلها ، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل ، فإذا كان شيوخ الأمة هم العقول التي تفكر فالشباب هم السواعد التي تبني . وحيث أننا نعيش عصر يتسم بالسرعة ولابقاء فيه إلا للأقوى علميا وأقتصاديا. ولأننا نعيش في تلك الآونة أزمة اقتصادية وأزمة أخرى في ندرة المواد الغذائية وانتشار المجاعات.
وبالتالي كان البحث عن حلول غير تقليدية لمواجهة تلك المحن ولأن أي محنة لابد من وجود الشباب فيها كي تحل . ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ) نعم فالشباب هم السلاح القوي والحصن الأمين وهم أقدر من غيرهم على حمل الأمانة مهما كانت ثقيلة فهم يعيشون أزهى سني حياتهم وهي فترة البذل لذا ينبغي من تضافر الجهود لإستغلال هذه الحقبة التي لا تعوض.
من حياة الانسان في عمل نحتاج اليه جميعا ألا وهو إقتحام الصحراء وتعميرها وتحويلها من صحراء جرداء ورمال صفراء الي جنة خضراء وواحة غناء في مكان يمتاز بالهدوء والنقاء بعيدا عن الزحام والضوضاء .
فمساحة الصحراء في مصر حوالي 97% من مساحة مصر الاجمالية ، ونسبة السكان الذين هم دون سن الأربعين في مصر حوالي 69% ، إذا الأرض متوفرة والشباب موجود لكن ماذا ينقصنا ! الذي ينقصنا معرفة كل من له علاقة بهذا الأم ربدوره ،
وهما فريقين أساسين ( الدولة وقيادتها ، والشباب) ودورأخر للمجتمع كله بالمشاركة مع الدولة والشباب. فالجميع من ابناء مصر وهدفهم خدمة بلدهم ، ودور كل فريق يتمثل في : أولا دورالدولة: 1- الإعلان كل عام عن مساحة من أرض الصحراء وعرضهاللجميع للتنافس على إستصلاحها.
2 - توفيرالبنية التحتية من المرافق الضرورية لإقامة مجمعتات عمرانية في الأراضي الحديثة .
3-توفير روؤس الأموال الازمةسواءعن طريق الحكومة أوعن طريق المستثمرين فالمهم هوالاستصلاح.
أما بالنسبة لدورالشباب فيتمثل في : 1- الرغبة الجادة في العمل وتحمل الظروف الصعبة اثناءالعمل.
2- تعلم المهارات الازمة والضرورية للعمل الذي سيعمله.
3-البحث عن الأماكن التي تتيح لهم فرصة العمل لا انتظارها.
وهناك عدة نقاط عمل هامة جدا تكون بالتعاون بين الشباب والحكومة والخبراء في كل مجال منها : - أولا : عقد اجتماعات بين ممثلين للدولة والشباب وخبراء الزراعة والسياحة والإقتصاد والصناعة لمناقشة ما هي سبل العمل المتاحة وما مؤهلات الشباب المطلوبة للعمل في المناطق الصحراوية وما هو الدور المنوط على الدولة في حدود الموارد المتاحة إذ لا يصح أن نرمي الحمل كله علي الحكومة وتكون ليس لديها الموارد الكافية فنعود لنقطة الصفر من جديد بعد ضياع الوقت والجهد ، وهناك دور هام للإعلام يتمثل في تسليط الضوء على الصحراء وأهميتها وتوضيح أنها مستقبل مصر وتوضيح فرص الاستثمار وتحفيز الشباب في كل بقعة على أرض مصر للذهاب للعمل في الصحراء ، وأيضا لابد من الاهتمام بكليات الزراعة وخريجيها بدلا من تهميشهم لأنهم هم أملنا وأمل أمتنا في إستصلاح الصحراء وتحقيق الأمن الغذائي ومن ثم استقلال رأينا وعدم حاجتنا لغيرنا ( من لا يملك قوته لا يملك حريته ) ، وبما أنني أحد شباب مصر يقطن تلك الصحراء فأني أرى النور يلوح في الأفق والأمل يوشك أن يتحقق ، فالشباب يريد العمل أينما كان وكيفما كان طالما أنه عمل شريف ، ونرى أن الدولة تولي اهتماما في هذه الأيام بالصحراء عن طريق المشروع المقدم من ابن مصرالبارالدكتور/ فاروق البازالعالم الكبير بوكالة ناسا والذي قدم مشروع ممرالتنمية والذي يطرح رؤية مستقبلية لفتح آفاق جديدة من العمران والخروج من الوادي الضيق والبحث عن آفق جديدة للتنمية الزراعية والصناعية والسياحية دون طغيان جانب من جوانب التنمية على الجوانب الأخرى ، وأتمنى أن يحقق ذلك المشروع الآمال المعقودةعليه . وفي النهاية أرى اننا في بداية الطريق نحو نهضة مصرية في شتى المجالات ( إذاقام الجميع بعمله لله فقط دون إنتظار جزاء أو ثناء من الناس ) . ونسأل الله أن تعود مصركما كانت قائدة ورائدة للعالم بأسره.


ليست هناك تعليقات: