 |
> لا أخاف المرشحين الآخرين.. وعلي استعداد للتواصل معهم والبرادعي صديق لي
> أنا من أنصار السلام العادل المتوازن المنضبط مع إسرائيل وليس »الكولشن كان«
> لم يحدث عوار للشباب المصري .. وبرنامجي سيتضمن خطة للطفل السوي والمهمش والمعاق
عمرو موسي.. رجل مثل الكتاب المفتوح ولكنه محتاج للمراجعة عمرو موسي أحد الدبلوماسيين العظام في تاريخ مصر تدرج في السلك الدبلوماسي ولكنه بدأ محاميا لعام واحد فور تخرجه وربما كان هذا العام هو المران الحقيقي علي استمانته في حنكة عند تناول القضايا.
أرهقني صديقي عمرو موسي فقد بدأت صداقتنا في الهند حينما كان سفيرا »بخناقة« فقد حللت الهند في فجر أحد أيام شهر مارس عام ٥٨٩١ وكنت عاصي عن الرحلة لانني لن الحق بزعيمة نساء العالم الثالث سليلة آل نهرو انديرا غاندي فقد اغتيلت قبلها بشهرين.. وجدت الفندق بعيدا عن العاصمة نيوديلهي بساعتين في السيارة فقلت للسفير »اضعت مني ساعتين هنديتين يوميا« فضحك وقال اعجبني التفسير!! ولكن عوضنا عند الوفد المصري الرفيع المستوي الذاهب إلي القارة الهندية لتوقيع اتفاقية ثقافية عوضنا بحفل ضخم في منزله جمع لنا خير نجوم المجتمع الهندي سواء السياسي أو الاقتصادي أي الفني أو الاجتماعي.. عوضني بلقاء هبة الله أكبر رئيس مجلس الشوري كريمة الزعيم الهندي المسلم مولانا أبوالكلام ازاد.. قلت له وأنا منبهرة بالجمع.
أنت وزير خارجية ولست سفيرا..
حينما علمت بنيته في الترشيح لرئاسة الجمهورية قلت لابد من الحوار.. اعتذر لاسبوعين بعد ان حاور كل روافد الاعلام.. غضبت وكدت اعتذر ولكن الرغبة الصحفية جعلتني أقول له أفضل ان أكون آخر المحاورين علي ان أكون أول المحاورين.
وطلب مني برعم ذكي من براعم الصحافة هو الشاب نادر غازي الذي حمل حماسته وسعادته برصد الحوار وتسجيله ووجوده شرعي لانه مندوب »الأخبار« في الجامعة العربية وانتشي بالتصوير الزميل خالد الباجوري.. فقد التقط عشرات الصور لعمرو موسي.
أما هو فقد حضرت معه جنرالاته الإعلاميات السيدة نبيلة والآنسة دينا اسماعيل.
ابتسم عمرو موسي حينما حكيت له كيف غضب الرئيس السابق مبارك حينما سألته الإعلامية الراحلة همت مصطفي وكنا معه في أول جولة إعلامية.
- أمال فين الهانم؟
- اسمعي يا استاذة همت انا ما عنديش هانم تخرج في الرسميات وكيف غضب من استاذنا الكاتب الكبير محسن محمد حينما كتب حرم الرئيس كوب لبن وكتاب لكل طفل وقال له:
- اسمع يا محسن أنا مختلف تماما.. بلاش تكتبوا عن زوجتي في الجرائد.. واختلف الأمر كثيرا..
وسألوا السيد عمرو موسي عن السيدة الأولي فقال لي ما سوف تقرأونه في الحوار التالي..
> عمرو موسي نصف اسمك عمرو ابن العاص والنصف الاخر لسيدنا موسي ماذا اخذت من عمرو بن العاص، هل اخذت دهاءه وماذا اخذت من موسي هل صبره علي اليهود وعلي الفرعون.. ماذا اخذت من الاثنين؟
>> كلمة اخذت منهم ماذا كأني ورثتهم.
> نحن لانتحدث عن ميراث وانما اعجبت بماذا؟
>> اعجبت باقدام عمرو بن العاص وكيف صاغ دوره في التاريخ العربي، وسيدنا موسي اعجبت بصبره، والصعوبات التي مر بها في حياته وبين هذا وذاك تتشكل شخصية الانسان وطبعا الظروف المختلفة والخبرات التي تتمشي مع عصر مختلف.
> وانت في مواجهة منصب يعتبر امتدادا لتراكمات وظائفك كلها، من تطلب لكي يكون هارون أخاك؟
>> الحمد لله ليس لي إخوة.
> لا في الموجودين؟
>> وزيرا لي؟
> نعم.. من؟
>> لم أفكر في هذا بعد، والآن تفكيري منصب علي البرنامج وعلي المسئولية الكبري.
> ولكن هذه المسئولية لن تكون بدون سند؟
>> سند واحد !..هذا الموضوع يحتاج الشعب كله وكذلك كل المؤسسات.
الخلل في المجتمع كله
> غير السند الوجداني نريد السند العملي من هو؟
>> ماحدث في مصر لم يحدث في تاريخها ربما كله، لانه حدث خلل في المجتمع المصري وخلل اصاب المجتمع في كل اركانه ولو كنا نفكر في اركانه كيف يسير المجتمع، نضع مثلا 50 بندا نجد ان ال50 بندا كلهم اصيبوا من التعليم الي الصحة الي البيئة الي السكان الي الاسكان الي الصناعة الي التجارة الي البحث العلمي الي المرأة الي أخره وفوق كل شئ الفقر والبطالة، وبنود اخري كثيرة عندما ننظر اليها نقول هل هذا معقول ان ينتهي بنا الحال عام 2010 الي خلل واضطراب كبير في كل هذا، في الوقت الذي فيه دول كثيرة قفزت الي الامام وتقفز الي الامام، وحققت نجاحات كبيرة جدا في التوصل الي رخاء شعوبها، كيف حدث هذا لمصر؟
> هل تري خللا في »الكيمياء« الخاصة بالمصريين حيث ان مصر هبة المصريين وليس هبة النيل، لان النيل يجري في 10 دول.. هل تري خللا فيهم؟
>> النيل يجري بطبيعته واصبحت مصر هبة النيل، انما يكون الشعب المصري هبة مصر يجب ان نوفر له التعليم الجيد والتدريب الجيد ايضا وهذا ما لم يحدث علي الاقل في السنوات الاخيرة..
> ولماذا؟
>> لاني من الناس الذين يؤمنون ان السكان وعددهم ليس عقبة ولا عبئا ولامشكلة، لانه اذا كان ذلك يعد مشكلة، كان يجب علي الصين ان »تفلس«، والهند تفشل والبرازيل تضيع وكذلك امريكا وروسيا واندونيسيا، فكل هذه الدول لم تفشل بل حققت تقدما، فنجد سكان الصين بلغوا مليارا ونصف والهند 1.3 مليار والبرازيل تجاوز عدد سكانها 250 مليونا وهي دول نامية وبدأت تنمو.. لماذا هم لم يعتبروا ان السكان عقبة في سبيل انمائهم ..
للتنمية البشرية أولوية كبري
> ولماذا اذن وقعنا في مآزق؟
>> لانه لم يتم تعليمهم ولم يهتم بتدريبهم وما يسمي بالتنمية البشرية وهذه مسألة لها اولوية كبري جدا..
> ولهذا نقول ان مصر البشر احتياطها ليس بترول ولا ذهب وانما احتياطها بشر للزمن القادم ؟
>> القوة اللينة المصرية التي كانت اساس الانتشار المصري حدث لها فشل كبير، ونحن كمصر كانت صناعة السينما المصرية والكتاب المصري والمؤلفين والشعر والادب وعمادته والصحافة واساتذتها الفن ام كلثوم وعبد الوهاب والفنون التشكيلية في كل مجالات الحياة.. غني العالم العربي وراءه وردد الشعر وراءه والنثر وكثير، اي اننا كنا روادا دون ان نطعن في وجود عظماء في هذه الشعوب العربية في هذه الفنون كلها وانما الريادة كانت لمصر.. اين كل ذلك لكي يتغني الناس بما نغني ويرددون الشعر الذي نؤلفهه؟.. كل هذا غير موجود.. فقد حدث »خواء« لمصر.. والقوة اللينة ذهبت، وعندما يضاف اليها انه لا تجارة ولاصناعة والبحث العلمي الذي وصل الي درجة الصفر..
> ولكن لدينا براءات اختراع مدفونة لم تخرج وموجودة، هل في رايك ان زوال مبارك او خمس او عشر ممن حوله هو الاهم؟ الفساد ممتد حتي لبائعة الخضار التي تتربح، ممتد لنا لاننا نوافق علي شراء سلعة بأعلي من ثمنها، كلنا طالنا الفساد..
>> أريد ان اقول عندما نتحدث عن فساد 10 او 20 او 30 فهذا ليس حقيقيا، الفساد ضرب المجتمع المصري في كل اركانه، ولماذا؟.. ليس فقط لعدم الاهتمام بطبقات كبيرة وبمصالح كبيرة، وانما ايضا القوانين نفسها فالعديد من القوانين »اللي عملوها ترزية القوانين«، كان كل بكل قانون فيها »خرم« اي ثقب، فيقول القانون يحظر »كذا.. كذا« وبآخره الا اذا، يقرر »كذا كذا« وفي الآخر مع ذلك، وهناك قوانين كثيرة من هذا النوع، تفتح ابواب الرزق غير الحلال لناس كثيرين.. والناحية الاخري نجد انه لم يتم ترتيب الوضع الاقتصادي بحيث ان »الناس الغلابة مش لاقيين سكة يجيبوا منها فلوس يعيشوا«، فالاحتياج الشديد والقوانين التي تخلق استثناءات وكذلك الرغبة في الثراء السريع، كل هذا تداخل مع بعضه سويا وانتج هذه الحالة..
عاشت مصر علي نظام اليومية
> هل هذا يعني انه لم يكن هناك أجندة او خطة، هل نمشي كل من يريد ان يقول شيئا يقوله؟؟
>> مصر عاشت في السنوات الاخيرة علي نظام اليومية، فلو »سدت كل الخروم« تقول الحمد لله، المهم في هذا الوقت ان ينتهي اليوم علي خير.. ومصر لايصح ان تمشي بهذا الشكل، وانما يجب ان تسير علي اساس خطة كبيرة واستراتيجية واسعة تاخذ في الاعتبار حجم هذه البلد وارتباطاته ومصالحه في افريقيا والعالم العربي والشرق الاوسط وفي البحر المتوسط والعالم اجمع، يجب ان ناخذ في اعتبارنا كل هذه الاشياء، ومصر لايجب ان تسير دون ان توثق صلتها بالعالم الاسلامي وبغيرها..
> اذن مسئولية الاعلام ام مسئولية الحاكم و»المواس« الذي حدث لضمائر الناس، ولم يتكلم احد الا عندما ظهرت التكنولوجيا و»الفيس بوك« والشباب؟
>> تعلمون لماذا ظهرت في هذه؟.. لانهم لم يفهموها فلم يلحقوا ان يكتموها، و في الجرائد كان من الممكن كتمانها عن طريق الرقابة.
> ولكن تم كتمها في أول الثورة؟
>> يوم أو اثنان عندما قامت الثورة بالفعل، ثم فاقوا بعد ذلك والحمد لله لم يفيقوا اليها من قبل والا كان التواصل بين الناس انقطع.
أعباء كثيرة تغلبت عليها
> ماذا دخل في معمار عمرو موسي من تنقلك بين المناصب ؟ وهل الارتفاع الدائم كان علي اساس عقلك او اعجاب المسئولين بادائك او رسمك خطة معينة لشخصيتك في الاول؟
>> أولا لم يكن الموضوع بالأمر الاسهل، وكان فيه اعباء كثيرة والكثير من المطبات والمعوقات لكني والحمد لله تغلبت عليه، لانه كان يهمني جدا ان اضيف الي نفسي يوميا، بالاطلاع، علي المستندات والوثائق والتاريخ وطريقة العمل، وكان للامم المتحدة دور كبير جدا في النضوج، واعادة انضاج الشخصية.. والحقيقة ادين لها بالكثير مما تعلمته لانها اجبرتني علي قراءة الوثائق ومتابعة تطورات القانون الدولي وعلي اهمية اللغة وترجمتها بين التعبيرات المختلفة والخطابة، وفي كل وقت مطلوب مني ان اعبر عن لغة البلد التي امثلها، وكيف تستخدم الحجج وايها تاتي قبل اياها، وماذا يقال اليوم ومايقال غدا والعكس صحيح، كل هذا الامم المتحدة لها فضل فيه، اخذتها جد من هذا الوقت في فترة العشر سنوات فيها فاخدتني الامم المتحدة جد واحمد الله علي ذلك.
المحاماة وأنا
> وماذا عن المحاماة.. عن الدفاع والمرافعة؟
>> سأحكي عن قصة من اطرف القصص التي حدثت لي في حياتي.. وانا محامي شاب صغير كنت ما أزال تحت التمرين، وكنت اتدرب مع محامي - رحمه الله - كان اسمه الاستاذ محمد يوسف كان مكتبه في »الايموبيليا«، ولم يكن من المحامين الكبار في السن وكان شابا وانما كان هناك تفاعل مهم وكان معنا مجموعة من المحامين الشبان وكان بيننا تفاعل جيد بيننا.. كنت اذهب الي المحكمة كاي محام تحت التمرين لأؤجل القضايا، وفي احدي المرات ذهبت لأؤجل قضية، وكان القاضي وقتها ولا اتذكر اسمه بالضبط اراد ان يختبرني او يمرنني فدخل في حجه معي في موضوع التاجيل، ورديت بما لزم وقتها وقَبِل التاجيل.. وبعد شهر او شهرين وقتها كنت ذاهبا الي »جروبي« بعد الظهر لألتقي ببعض الاصدقاء من دفعتي المتخرجين سويا والافاق مفتوحة امامنا، وكنت اديت اختبار الالتحاق بوزارة الخارجية وقتها، وعند دخولي وجدت هذا القاضي جالسا وبصحبته شخصان او ثلاثة، فرآني واشار لي وكنت اتذكر شكله جيدا وذهبت اليه، قال لي اسمك »عمر« قلت له اسمي »عمرو موسي«، وتذكرني، ونظر الي وقال »بنصحك تخليك في سلك المحاماه« وستكون اكبر محام في مصر، ويمكن ان تصبح وزيرا للعدل، وكان عندي وقتها في حدود 23 سنه، فشكرته وقلت له انني قررت ان ادخل وزارة الخارجية بعد اجتيازي الاختبار ونجاحي فيه، قال لي »حظ سعيد« واضاف: اذا كان لديك فرصة للخيار والاختيار، ارجع وظل بالمحاماة، ستعاني 10 سنوات فقط وبعد ذلك ستري ان الآفاق مفتوحة امامك، وشكرته وشكرني..وهذا ماحدث لي مع المحاماة..
> وهل كنت راسم لمستقبلك محامي؟
>> كان من ضمن الاحتمالات..
> هل هناك احد في عائلتك يعمل محاميا؟
>> كثير جدا، انما انا كنت اساسا متعلق بالسياسة لان معظم اهلي من الساسة اعضاء في مجلس النواب وفي مجلس الشيوخ وكذلك في مجالس المحافظة وفي مجالس البلديات اي منتشرة في هذا المجال..
> محليات تقصد؟
>> لم يكن اسمها محليات في هذا الوقت ولم يكن فيها فساد وكانوا يخدمون البلد ولا يخدمون النظام، وكان هناك فرق..
> والوالد؟
>> كان عضو مجلس نواب.
في مدريد أكدت وجود العرب
> طريقك لم يكن مفروشا بالورد، وكان مليئا بالتحديات وكان وعراً، اولا مؤتمر السلام في مدريد؟
>> كان اول شيء عندما اصبحت وزيرا للخارجية، في مايو 1991 وهذا كان في اخر اكتوبر 1991 ايضا.
> حكي لنا فاروق الشرع وقتها ان اسرائيليا احضر وثيقة وقال عملنا مجموعة لنواجه.. ماحكاية ذلك؟
>> هذا المؤتمر ادي الي تعريف العالم العربي بوزير خارجية مصر الجديد، والوفد شكلته من شخصيات عامة، وليس من وزارة الخارجية فقط
> وماذا جعلك تشكل بالوفد شخصبات عامة وانت ذاهب الي مؤتمر كبير؟ وانت لديك كتيبة من الدبلوماسيين؟
>> لانه مؤتمر سلام في الشرق الاوسط..وكنت اري ان هذا امر يتعلق بمصر كلها وكلفت زميلا لنا اسمه السفير رضا شحاته اصبح سكرتير الرئيس للمعلومات بعد ذلك، والآن في المعهد الدبلوماسي في البحرين، وكان يكتب جيدا قلت له اريدك ان تكتب واعطيته الخطوط الرئيسية، كتبها واحضرها لي، وكان هذا الوقت اوائل اكتوبر او اواخر سبتمبر، وطلبت منه ان يحضر لي الموضوع في 1 اكتوبر بالضبط، وبالفعل قام بالمهمة، قرأته جيدا، ثم بدأت بجملة من الصفحة رقم 17 مما كتب، وكنت مُصرا ان هذه المرة الاولي التي نتحدث فيها امام الجميع، فيجب ان يعود الخطاب عربيا، لايعني ان يكون باللغة العربية، وانما عربي التوجه، وهذه الجملة كانت »نحن العرب«، وبدات بها واكملت.
في مدريد عادت المفاوضات المباشرة
وبدات قولي »نحن العرب.... نحن العرب.... نحن العرب«، وكانت جملة لم توجد في الأسلوب المصري في الحديث، وأحدثت هذه الكلمة »هيجان« كبير جدا، وبالذات لدي الصحفيين الغربيين والامريكيين بصفة خاصة.. ان اللغة اختلفت وان هناك وضعا جديدا في الدبلوماسية المصرية بدأوا يحسون به، ومن هذا اليوم 31 أكتوبر 1991 والمجاهر كانت كبيرة جدا علي وزير الخارجية المصري الجديد وتوجهاته، لانه يغير من التعبيرات المعروفة عن مصر منذ كامب ديفيد، و»يجر« مصر في جهة لم يحسبوا حسابها فيها.
ومدريد خرج بمفاوضات مباشرة فورية بين سورياواسرائيل والاردن واسرائيل ولبنان واسرائيل وبين فلسطين وإسرائيل انما كانت فلسطين كانت مع الاردن في المرحلة الاولي ثم استقلت بمسار شبة مستقل، وهذا تقرر في مدريد
أوسلوا أكبر مأزق
> عندما كنت وزيرا لخارجية مصر..ما هو اكبر مازق واجهك ولم تستطع حله؟
>> ربما كان أوسلو، لان هذا كان مسارا دفع دفعاً بدون التشاور الكافي وليس فقط مع مصر وانما ايضا مع الولايات المتحدة، وماحدث شيء من التوافق المباشر بين جهتين في اسرائيل ومنظمة التحرير، وربما بعلم عام من الامريكان وبعلم اخر لكلمة " هنقعد سوا" وليس اخطارا مباشرا، انما اذكر الرئيس الراحل ياسر عرفات - رحمه الله- انه قال لنا هذا الكلام، عندما قال اذا قالوا نجلس فنجلس وانما تخرج اتفاقية اوسلو بهذا الشكل واذكر كريستوفر وزير خارجية امريكا وقتها لم يكن يعرف ماهي نتائج اوسلو، فسالني وقلت له اري ان هناك »زجزاج« يعني ان هناك تقدما وتخلفا والعكس، واني لست مطمئنا..
> معروف عنك انك اتخذت النموذج الناصري في الاطلالة العربية..ماذا يمثل لك عبد الناصر؟
>> عبد الناصر كان زعيما عظيما وجزءا مهما من تاريخ مصر، بما قدمه وبما أخطأ فيه، يعني القيادة الشامخة لمصر، ثم هزيمة 5 يونيو 1967 والاثنان لن ينسيا، وانما ذلك لا يمنع ان نقول ان جمال عبد الناصر كان جزءا مهما ورئيسيا ولازال له رواؤه وبهاؤه لدي الكثيرين، وان كانت احداث 67 كسرت هذا الرواء والبهاء لدي الكثيرين أيضا..
مولد الاتحاد الافريقي
> كانت العلاقات الافريقية العربية في عهد عبد الناصر مرتفعة جدا، بينما وأثناء فترة امانتك في الجامعة العربية كانت العلاقات فاترة جدا، كيف لم تدخل الناصرية عندك في هذه النقطة؟
>> أكبر قدر من التعاون العربي الافريقي حصل في العشر سنوات الاخيرة..
> كيف وقد ماتت منظمة الوحدة الافريقية؟
>> لا ليس كذلك، منظمة الوحدة الافريقية استبدل بها الاتحاد الافريقي وهذا شئ اخر، فقد الغيت المنظمة ووضع مكانها الاتحاد الافريقي..
> ولكن عندما كنت وزيرا للخارجية كان التعاون المصري الافريقي كان فاترا جدا؟
>> أبدا ومن كنت آخذهم في الرحلات الافريقية المتتالية شاهدون علي ذلك، وفي الرحلات الاقتصادية الافريقية كنت اصطحب معي تجاراً مصريين، حتي من الارياف ومن المراكز.. عندما كنت وزيرا للخارجية كنت اقوم برحلات دورية الي افريقيا وبطائرة نستأجرها، وكنا ندفع جزءا من التذاكر والجزء الآخر كان يدفعه التجار وكانوا رجال اعمال، ليسوا كبارا وانما متوسطوهم وصغارهم، والكثير منهم استفادوا، وفتحت لهم اسواقا كثيرة، واود ان اقول ان ثاني زيارة رسمية يقوم بها وزير الخارجية المصرية بعد سنه 1991 كانت، لأثيوبيا، الاولي كانت لدولة عربية والثانية كانت لإفريقية، ومكثنا بها 3 ايام ، فقد زرت اثيوبيا بعد 30 او 40 يوما من تولي وزارة الخارجية، لأنها كانت زيارة مهمة لأن 85٪ من مياه النيل الآتية لنا من اثيوبيا..
وما من دولة افريقية لم ازرها وانا وزير خارجية لمصر، فقد زرت كل الدول الافريقية كلها في زيارات رسمية وللصداقة..
وأصدرت وقتها ان تدخل مصر منطقة التجارة الحرة بشرق افريقيا، رغم معارضة المجموعة الاقتصادية التي كانت موجودة وقتها، لأسباب شخصية، لانها آتية من وزارة الخارجية، رغم انه الان فاتح لأسواق للمنتجات المصرية في افريقيا بدون جمارك، ونقيس علي ذلك كثيرا كم مرة زرت اوغندا وتنزانيا وزامبيا وجنوب افريقيا والسنغال.
> ولكن هذا لم يترك علامة في المجتمع كمنظمة الوحدة الافريقية، بمعني ان هذه الخطوات التي قمت بها كوزير خارجية ماذا فعلت انما مجرد علاقات دبلوماسية ؟
>> ليس فقط وانما "عملت" الكوميسا التي تضم كل دول منابع نهر النيل، ودخولنا في منطقة التجارة الحرة، وادخلتنا في مناقشات عن امن افريقيا، وكانت مصر تلعب فيها الدور الرئيسي، اي امن افريقيا في هذا الوقت
أنا من أنصار السلام
> كيف تأخذ هذا الموقف الصلب من اسرائيل وانت احد صناع كامب ديفيد؟ فأنت احد مهندسي كامب ديفيد؟.
>> لا لست بصانع -مداعبا - فكنت صغيرا علي مهندس وكنت مساعد مهندس فقط.. واقول انا من انصار السلام العادل المتوازن المضبوط والمنضبط مع اسرائيل، وليس السلام "الكولشن كان".. فليس من الممكن ان يكتمل السلام مع اسرائيل والقضية الفلسطينية علي ما هي عليه، ففي نفوسنا كلنا غضب وعدم رضا..
> ألم تحضر مينا هاوس وكامب ديفيد؟
>> نعم حضرت مينا هاوس، ولكن لم أكن ضمن الوفد المصري الذي حضر كامب ديفيد، وانما حضرت كامب ديفيد الخاص بمصر..
> ننظر الي كامب ديفيد الآن نظرة عصفور..هل تري انها كانت مهمة جدا؟
>> في هذا الوقت..طبعاً فسياسة البلد وقتها كانت تقتضيها..
لماذا سيناء منزوعة السلاح؟
> سيناء منزوعة السلاح.. فلماذا؟
>> الحقيقة ان هذه النقطة من ضمن الاشياء التي لم اكن راضيا عنها كمساعد مهندس.
> ولماذا لم تناقش؟
>> يجب ان نتذكر ان هذه الارض كانت محتله.
> طالما منزوعة السلاح تصبح محتلة ندخلها العدو في دقيقة، وقال شارون اول ما أتي الوزراة وهدد نستطيع ان نذهب للقاهرة في ساعة والسد العالي في 3 ساعات عن طريق »اريحا وان« و»اريحا تو«؟
>> اذن ليس لذلك علاقة بسيناء، هؤلاء جماعة يهددون ومصر يجب ان تكون قوية ..قوية جدا.. ومن ضمن قوتها انهاء الاحتلال الاسرائيلي لها، لانه طالما هناك احتلال فلن تكن قادرة علي ان تكون قوية، والمصادر والثروة وتوجيه الاولويات يختلف..
> كيف تقام اتفاقية كامب ديفيد اسفل خريطة اسرائيل الكبري.. ودخل الرئيس السابق انور السادات الكنيست الاسرائيلي وكان ظاهرا فوقه خريطتها الكبري..فكيف ذلك؟
>> لا تحدثوني عن ذلك، وعندما ذهب السادات الي هناك فكان ذلك قراره، وكان قرارا سياسيا كبيرا جدا، وانا كنت وقتها سكرتير ثان فكيف أُسأل كيف حدث ذلك؟، هذا خلط للأمور.
> واذا اصبحت رئيسا للجمهورية هل ستتراجع عن اتفاقية كامب ديفيد؟
>> اتفاقية كامب ديفيد انتهت، وهناك معاهدة مصرية اسرائيلية الآن، وليس هناك ما يسمي بكامب ديفيد الآن.
تعمير سيناء علي أوائل أجندتي
> منذ ايام كان عرب سيناء »بيقطعوا بعض«، طلبنا منها حامية من 800 جندي، وبعد انتهائها، قالوا نترك بضعة جنود 400 او 40.. شئ غير سيادي..اذا اصبحت رئيسا هل ستطلب 800 جندي من اسرائيل في سيناء؟
>> مصر القوية تستطيع ان تفرض امورا كثيرة، انما في اطار السلام، انما مصر الضعيفة ستقوم بفعل ما سبق.. وعندما تكون مصر ضعيفة والقيادة ايضا ضعيفة ولديها غرض آخر تريد ان »تفوته« فأمور اخري كثيرة تتداعي لتفويت هذا الغرض، يحدث ما سبق..
> وماذا كنت ستفعل انت في هذا؟
>> اولا عرب سيناء جزء من النسيج المصري، والتنمية في سيناء يجب ان تتم، والحق عند الجميع وستكون تنمية وتعمير سيناء علي اوائل اجندتي..
> وكيف هي علي الأجندة؟
>> بالمناسبة كنت الجمعة الماضية 1 ابريل الجاري، مع بعض من عرب سيناء وتناولت وجبة الغداء معهم، وهذا مؤشر علي اهتمامي بهذا الموضوع..
> وما نتيجة الحوار؟
>> تحدثوا عن تهميش سيناء، وسوء اعتبارهم، وانهم متهمون بقائمة من الاتهامات، يجب ان تتوقف
ضمانات كافية لتعمير سيناء
> هل تري ان الاستثمارات العربية ستقوم بتعمير سيناء ام ان مصر لابد ان تقوم بالاستثمار والتعمير والتنمية فيها؟
>> المصريون هناك المسمون بعرب سيناء يجب ان يعاد النظر في طريقة التعامل معهم، فهم جزء من الشعب المصري، يجب التعامل معهم كمصريين كأي مصري يمكن التعامل معه في اي مكان آخر في مصر، اما تعمير سيناء بالفعل لم يحدث التعمير.
> اذن كيف تنزع الخوف من المستثمرين الذين يريدون تعمير سيناء ويخشون عرب سيناء؟
>> هي عملية متكاملة، فعندما يتم التعامل مع هؤلاء المصريين بطريقة مختلفة، ويتم البدء في سياسة التعمير والبناء في سيناء، مع اعطاء الضمانات اللازمة، سيأتي المستثمرون، ولكن اقول للمصريين اولا ان يبدأوا بهذا الاستثمار، والعرب ايضا مرحب بهم، وانما اطالب المصريين اولا بالاستثمار المكثف في سيناء..
> نحن فقط نريد ان نعرف ما هي خطتك في سيناء، لأنها »درع حرب«، ماذا ستفعل في سيناء وعمرو موسي رئيسا للجمهورية؟
>> اعادة البناء والتعمير وتكثيف الحركة السكانية بين الوادي وبين سيناء وهكذا يجب ان تكون الخطة، وان يكون من ضمن خطط الاعمار والاستثمار والتصنيع والتحديث خطة ايضا لسيناء متوازية مع خطط الوجة البحري والصعيد.. وفي سيناء الكثير جدا مما يمكن ان يفيد سكانها والسكان الذين يتجهون اليها..
> من أهم السلبيات التي توجه اليك في مرحلة ترشحك للرئاسة، قولك السابق انك ستعطي صوتك لمبارك اذا رشح نفسه للرئاسة، ورغم ردك علي ذلك الا ان البعض مازال يأخذ ذلك عليك؟
>> هناك ناس مهما قيل، هم موجهون الي ذلك، ونحن الآن ذاهبون الي انتخابات ديمقراطية، وهناك مجموعات موجهة و"مغسول مخها"، كنت اتحدث عن مقارنة بين الاب والابن وبالطبع الاب افضل من الابن وقلت هذا كثيرا قبل ذلك، ولكن لن يتم اقناع الناس " المغسول مخهم" بهذا الكلام، ومع ذلك هناك الكثيرون يفهمون ويتفهمون هذا الكلام..
> بعد ان اتفقنا ان احتياطي مصر من البشر، والتنمية البشرية لازمة، ماذا ستفعل مع قضية الاطفال المهمشين في مصر، حيث يبلغ اعداد هذه الاطفال حوالي 5 ملايين طفل؟
>> ليس فقط الاطفال المهمشون وانما ايضا الاطفال المعوقون، ولدينا عدد كبير جدا من هؤلاء، لذا سأتعرض لموضوع الطفولة سأتعرض له بوضوح في برنامجي الانتخابي، فيما يتعلق بالطفولة وفي كيفية العناية بها، وسأتناول الطفل السوي والمهمش والمعاق اي الثلاثة..
> هناك مشكلة كبري خلقت ستواجهك اذا اصبحت رئيسا.. وهي الطبقية التعليمية.. فهناك من يستطيع دفع 40 الفا في حين ان هناك من لا يستطيع ان يدفع 35 جنيها.. كيف ستواجه هذه المشكلة؟ وهي مقتل لأي رئيس جمهورية..
>> لا هي مقتل للمجتمع المصري وليس لرئيس الجمهورية، وموضوع التعليم بكل روافده وبكل تفاصيله يجب ان يعاد النظر فيه رسميا، وانا اتصور ان اول شئ يفعله الرئيس ان يشكل مجموعة عمل، تكون محددة المدة، بكل خبراء التعليم، يجتمعون سويا، ويخرجون بملاحظاتهم وبتوصياتهم، وليست لجنة، وانما مجموعة عمل قومية، ان تدرس وضع التعليم، بميزانيته وبتلميذه، وبمدرسه ومدرسته وبمنهجه، تجتمعون وفي ظرف حد معين وليكن 3 شهور يتم انتظار التوصيات، وهذا ليس في التعليم فقط وانما ايضا في الرعاية الصحية، وفي مسائل اخري كثيرة ينطبق عليها هذا الامر
تعليمنا غير كاف لمواجهة الحياة
> ما نريده هو ان نبدأ في مجتمع جديد بطفل موحد، لا يوجد فيه نظام الطبقية ولا الحقد الطبقي بين فئاته، ومن لديه »واسطه« ومن ليس لديه ومن يقدر علي العلاج ومن لايقدر.. هل سنصبح كذلك؟
>> أريد ان أطمئنك علي شيء.. لقد قابلت المئات من شباب ميدان التحرير شباب 25 يناير منهم من التحق بالجامعات الاجنبية الموجودة هنا، ومنهم من اتي من الخارج لكي يشارك في الثورة، ومنهم من يتعلم او تخرج من جامعات مصر، وانطباعي عن الكل انطباع جيد جدا ومن تخرج من الجامعات المصرية لم يكن انطباعي عنهم سيِّئا ابدا كشخصية..
فقد قابلت مجموعة منهم وقالوا لي انهم من امبابة وباب الشعرية وشبرا وعدد من مناطق القاهرة، وقالوا انه خريجي تجارة وآداب وغيرها، وجميعهم اجمعوا علي انهم علي وعي بأنهم لم يتلقوا من التعليم الحصة الكافية لنا لكي نواجه الحياة، وقررنا ان نعمل جسرا بين ما اخذناه في التعليم وهو غير كاف، وبين ما يجري وما نعرفه لكي نستطيع ان نعرف الحياة، ومنهم عدد لابأس به يتعلم اللغة الصينية، وهذا دليل واحد انهم ينظرون الي المستقبل، في حين ان بعض المدارس الامريكية وبعض المدارس الاوروبية بدأوا بادخال اللغة الصينية كلغة اختيارية في برامج التعليم، وشعر هذا الشباب الذي قابلته انه لم يأخذ تعليما كافيا يجعله سلعة جيدة فقام بتعلم الصينية، ومنهم من قام ايضا بتعلم اللغة الاسبانية، لان هناك علاقات طيبة مع ملايين من الناس في امريكا الجنوبية..
لو أصبحت رئيسا فنائبي شاب
> أي ان شبابنا بخير؟
>> نعم بخير، ولم يحدث عوار للشباب المصري، وطبعا ليس هو السلعة التي نستطيع ان نبيعها فوريا في الخارج، وانما هذا الشباب " واخد باله من نفسه كويس جدا"، ولو انا أصبحت رئيسا يجب ان يكون نائب الرئيس او احد نواب الرئيس يكون من الشباب..
> وبالنسبة لموضوع وزير من الشباب؟
>> حكاية وزير الشباب ليست شرطا، وانما وزراء من الشباب فيجب ان يكون هناك وزراء شباب، والشباب حتي 50 سنة.
> لديك مصطلح غريب هو " خداع الديمقراطية السطحية "، فما هو؟
>> في الديمقراطية عانينا من ضغوطها، لأنها كانت ضغوطا سطحية جدا، فكان عندنا صندوق زجاج ويوضع فيه كارت التصويت ويتم تصويره مع 4 او 5 واقفين في الصف، وفي اليوم التالي، في الصحف الاجنبية، الاوروبية والامريكية، عناوين " الديمقراطية تدخل مصر"، وهو كلام " فاضي " وفارغ.
فالديمقراطية "سيستم" كبير جدا وكذلك عمق، لها احترامها، وفيها الشفافية، وايجادها والالتزام بها، وفيها فصل السلطات، واستقلال القضاء، هذه هي الديمقراطية، وليس كما شاهدناها، ولذلك »هما غشونا«، ولكي يكون هناك ديمقراطية ونظام ديمقراطي، يجب ان يكون هناك كل ما سبق، وان يكون فوقه دستور ديمقراطي يفتح الباب لآفاق الحريات ولضمانات الافراد والناس التي تعيش، ثم هذه العناصر وغيرها وغيرها
الرئيس كان يريد ممارسة الرئاسة
> هناك لقاء جمعك بعمر سليمان عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية في 10 فبراير اي قبل التنحي بيوم، وقال لك ألا تعطي اية تصريحات صحفية.. ما هي حقيقة هذا اللقاء؟
>> غير صحيح انه لم يحدثني بشأن التصريحات.. وانما الاجتماع كان بشأن موضوع الجامعة العربية، وكنت مندهشا انه في هذا التوقيت لماذا الاهتمام بالجامعة العربية؟، وكان قبل يوم تخلي الرئيس السابق مبارك عن الرئاسة..
> هل يمكن كان يريد ان يعرف رأي العرب في التنحي؟ أي يضمنهم.
>> لا.. في هذا الوقت بالذات كان الرئيس السابق يريد ان يمارس امور الرئاسة فيما يبدو، فسأل من نريد ان نرشحه في الجامعة العربية، وطلب من وزير الخارجية وقتها حركة دبلوماسية وقعها بالفعل.
> ما هي تفاصيل اللقاء؟
>> تريدون ان أدعي اني سبب التنحيَ!، الحقيقية انه اراد شيئا عجيبا، وكنت مستعجبا جدا حيث نقل لي ان رئيس الدولة في هذه اللحظة لحظة "ماكانت الدنيا قايمة قاعدة " كان يفكر في شيئين، حركة دبلوماسية، ومن يترشح الأمين العام الجديد للجامعة العربية، وكان وقتها مفيد شهاب هو مرشح مصر.
وعندما اتصل بي عمر سليمان وقتها قال لي اريد ان اتحدث عن موضوع الامين العام، فقلت له انا الذي اريد ان اتحدث عن الكثير من الاشياء، وكانت الساعة الثانية والنصف ظهرا، وقلت له بعد ساعة سآتي اليك، وتحدثنا عن منصب الامين العام للجامعة العربية.
> هل كان الرئيس حاضراً؟
>> لا كنت انا وهو فقط.. وقلت له انني لن أجدد، ولابد ان تختاروا مرشحا يلقي قبولا عند العرب، فقال لي مفيد شهاب، فقلت له قدمولي الطلب وانا سأري هل هناك قبول ام ليس له قبول.
وسألته: ماذا تفعل كنائب لرئيس الجمهورية، وكان سليمان الحقيقية محبطا جدا، ومن ضمن ما قلته له ان هذه ثورة وليست مجرد مظاهرات، ويجب ان تتعاملوا معها علي انها ثورة، وهناك طلبات يجب ان تتعاملوا معها، ولماذا لا يمكن التفاهم مع هذه الطلبات ويكون هناك حوار جدي مع هؤلاء، فقال لي انه في اليوم التالي سيلتقي معهم وسينفذ ويليه حوار، وكان الحوار بالفعل، ولكن كان يجب ان يكون الحوار مع الشباب نفسه، ويفهموا منهم ما يحدث.
> هل كان مهما جدا عندهم انك تمشي بعد التنحي؟
>> لا أعرف، ولكني تحدثت عن انني سأخرج منذ سنة، وليس من هذا الوقت، وكانوا مضطربين، لانه ليس عندهم كادر -في رأيهم- »ينفع« في هذا الوقت، وكانوا متحسبين لمرشحين من دول أخري ان تتقدم، وقلت له انه لن يتقدم أحد، دول اخري ستترك هذا المنصب..
ولاء السفراء لمصر وليس لشخصي
> سفراء مصر في الخارج الذين اصدر الرئيس السابق حسني مبارك قرار تعيينهم.. ولاؤهم لمن؟
>> ولاؤهم لمصر، لايوجد سفير ولاؤه يكون لشخص معين، وانما ولاؤه لمصر.
> قرأنا وسمعنا عن تدخل اسرة الرئيس السابق في شئون البلاد.. فهل سيتكرر ذلك؟
>> أريد ان اوضح شيئا مهما وهو أن الحكم الدكتاتوري شيء والحكم الديمقراطي شيء آخر، فالرئيس الذي سيتم انتخابه سيظل لمدة أربع سنوات وليس لآخر نبضة في قلبه، وانما لآخر يوم في تاريخ ولايته، فالكل يعلم من الرئيس واسرته انه مؤقت في هذا المنصب وليس مخلدا كما كان الحال فيما مضي، وهنا يتم القضاء علي التدخلات العائلية، لان بعد ذلك لن ينتخبه الشعب..
> ماذاعن البطالة الوافدة من ليبيا والتي تبلغ 1.5 مليون فرد..ماذا ستفعل في هذا الشأن عندما تصبح رئيسا؟
>> مشكلة البطالة مشكلة كبيرة جدا، ومنذ اسبوعين اجتمعت ببعض الاقتصاديين تحدثنا مطولا، واثناء اللقاء عرض علي حسن هيكل فكرة جيدة، وهي يجب ان نُعمل نظام بدل بطالة، فنحن نتحدث عن حد ادني للاجور فليكن نصف الحد الادني، او مبلغ منه يقيم الأود يوجه الي العاطلين لفترة محددة الي ان يتم اعادة تأهيلهم او يتم تشغيلهم او يتم تحركهم او هجرتهم وما الي ذلك، وانما هنا بدل البطالة اري انه يجب ان يتم تدبيره، واعتقد انها نظرية جيدة.
> انت محاور ذكي ومحب للكلام وتستطيع انتقاءه.. متي لم تستطع ان تحاور أحدا؟.. وتوقفت امامه ولم تستطع محاورته؟
>> لم يحدث.
مصر والعصر النووي
> ماذا عن أمركة عمرو موسي؟
>> موقفي من الولايات المتحدة الأمريكية هو انها الدولة العظمي الاساسية في العالم لا يجب ان نستعديها، او ان نعتبر انفسنا القطب الآخر في العالم لان هذا غير صحيح، ثانيا ان ليس كل ما تطلبه الولايات المتحدة قابلا للتنفيذ ولا يجب ان يكون كذلك.
> وما ترفضه من مطالب الولايات المتحدة؟
>> الكثير، وانا لا أعرف كل المطالب وانما اعرف ان لها مطالب خاصة بإسرائيل مثلا، ومطالب خاصة بالوضع النووي في منطقة الشرق الاوسط، ومطالب خاصة بعلاقات ما كإيران مثلا، فهناك ما يمكن الاستماع اليه ومناقشته، كما تفعل تركيا، فليس كل مايطلب منا ننفذه، انما في الوقت نفسه يجب ان تكون القاعدة هي العلاقة الطيبة المحترمة الرزينة مع الولايات المتحدة الامريكية، وليست علاقة لا »خنوع«..
> انت كأمين عام الجامعة العربية أرهقك جدال العرب..لدرجة انك قلت »شبعنا من المؤتمرات والمبادرات«.. عندما تصبح رئيسا وفي ادارة عملك الرئاسي.. هل »ستخاصم« المؤتمرات؟
>> نحن جزء من الأمة العربية وليس هناك كلام في ذلك، والقول بغير ذلك قول غير سليم وله تداعيات غير سليمة، وايضا نحن جزء من القارة الافريقية، ويجب - في رأيي - ان كان هذا يذكر في الاعلان الدستوري.
> وما الذي استفدته من كل هذه المهاترات؟
>> ليس كلها مهاترات.. وقلت »شبعنا مؤتمرات« في مواضيع معينة.
> كيف يتوازن عمرو موسي »سلة« كل هذه المشاكل في مصر؟هل تنام؟
>> نومي قليل.. وانا قلق جدا، واري انه يجب ان نكون قلقين لانه لم نصل بعد الي مرفق مطمئن.
> القارة الهندية من الفقر المدقع الي المشروع النووي..كيف تري ذلك؟
>> .. الي الجدية، وحسن ادارة الامور، وليس لديهم مشروعات شخصية.
> ولكن مازال هناك من هم تحت خط الجوع..فكيف تكون الدولة تحت خط الجوع وتصمم قنبلة نووية؟
>> من هم تحت خط الجوع يتناقصون سنوياً، وهي تصمم خططا لتناقص الجوع، وارتفاع الدخل، ولتقدم العلم، ولا يتم التعارض بين هؤلاء الثلاثة..
> وهل في خطتك مشروع نووي في الرئاسة؟.. وبجوارك ترسانة نووية في اسرائيل.
>> الترسانة النووية في اسرائيل ملف يجب ان يتم التعامل معه، وموقفي هو انه يجب ان ندخل العصر النووي، لان هذا يحدث تقدما علميا للدخول فيه، وهذه مسألة ضرورية لمصر أيا كان الرئيس.
> الشباب سينتخب عمرو موسي لانهم ضد اسرائيل..ما رأيك؟
>> نعم حتي يدير سياسة محترمة ضد اسرائيل، وحازمة ازاء تلاعب الاسرائيليين بالفلسطينيين، وهذا ما أفعله منذ زمن، ويوم ان اقود السياسة فهذا هو العنوان وهذا هو المضمون للسياسة المصرية ازاء اي تلاعب بقضايانا..
عدل عمر
> ما رأيك في جمال الدين الافغاني؟
>> لعب دورا كبيرا جدا في التنوير، ويجب اعادة دراسة تاريخ جمال الدين الافغاني.
> من تفضل ومن يناسب آراءك في الحكم.... أبوبكر، عمر بن الخطاب، علي بن ابي طالب عثمان بن عفان معاوية بن ابي سفيان؟
>> عمر بن الخطاب
> هل الاكتفاء من القمح موجود علي اجندتك الرئاسية؟
>> طبعا.. الامن الغذائي في مصر، هذه مسألة لا تحتاج لمشكلة وانما تدخل فيها مصالح كثيرة جدا، يجب التصرف سياسيا وقوميا بطريقة مختلفة مع موضوع القمح والامن الغذائي في مصر، ويجب تفادي ان تحدث اي هزات في الاقتصاد المصري.
المرأة في حياته
> المرأة في حياة عمرو موسي.. والدتك.. ما مكانها في حياتك؟
>> كانت لها مكانة كبيرة جدا، وكانت سيدة بيت لا تعمل، وكان لها نشاط اجتماعي مهم، وكنا في القاهرة وقبل ذلك في طنطا..
> هل كنت تذهب الي السيد البدوي؟
>> طبعا، وكنت اصلي الجمعة هناك، وفي مساجد اخري..
> ما رأيك فيما يقوم به السلفيون من هدم للأضرحة ؟
>> حكاية الهدم شيء غير مقبول في المجال المصري، ويتحدي الطبيعة المصرية، التي تحترم الاولياء، واعتقد ان هذا شيء يجب ألا يكون.
> نعود الي والدتك، ما أثرها في حياتك ؟
>> لها أثر كبير جدا، فتوفي والدي وانا صغير ولدي 9 سنوات، فربتني كأب وأم.
> والزوجة؟
>> طبعا لها جزء كبير من حياتي، وكان بيني وبينها قصة اعجاب وحب.
> هل مازال الحب والاعجاب موجودين؟
>> طبعاً
> ابنك وابنتك.. من اقرب اليك؟
>> الاثنان.
> واحفادك؟
>> الاثنان أيضا، ولكن البنت »عفريتة« جدا، وهي »شاربة من الناحيتين، من جدها من ناحية انا، ومن الناحية الاخري جمال عبد الناصر.. هي منسبة وطنية -وضحك-
> وهل لديك وقت للأحفاد؟ تستمتع معهم؟
>> طبعا لا، فالوقت اقل مما كان يجب ان يكون
> المرأة الهندية وصلت لرئيسة وزارة.. هل من الممكن ان تخرج هذه التجربة في مصر؟
>> هذه ليست تجربة، وانما هذه ديمقراطية، حيث استطاعت امرأة ان ترأس حزبا، وكسب الحزب، فشكلت هي الوزارة، بالاضافة الي بعد تاريخي معين لآل غاندي وآل نهرو هناك.
> وهل من الممكن ان تعمل تحت رئاسة امرأة؟
>> لا.. لانني الآن في آخر مشوار عملي، ولن يكون لي رئيسا مرأة او غير امرأة..
> المرشحون معك للرئاسة.. ممن تخاف منه؟
>> كلهم طيبون، وانما خوف لا، لايوجد خوف، وانا علي استعداد للتواصل معهم، ولدي علاقة صداقة وزمالة مع الدكتور محمد البرادعي.
وبعد.. لقد ارهق حواره كل منا.. فهو من محبي الكلام وأنا أيضا لدي مفاتيح كثيرة لشخصيته وهو لديه التدفق بالمعلومات والقارئ ينتظرني وابننا نادر غازي فاتحا عقله اقصد الكمبيوتر انتظارا للقافلة لهذا الحوار الذي اقدم فيه شخصية شديدة المراس صعدت كل سلالم الخبرات السياسية والدبلوماسية حتي تواصل طموحه وطموحنا إلي سدة الحكم. تري هل يستطيع..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق