علمتنى .. بقلم الكاتبة ايمان الحفناوى
رأيت فيك الأب والمعلم والحبيب لذا أتمسك بك و التمس لك الأعذار و قد أختلقها.لقد ابرزت معالم الحُسن والرُشد في شخصيتي و قومت أنوثتي حتى أصبحت حواء كاملة لست نصف حواء كالأخريات.علمتني طبائع الرجال وطباعهم لذلك بعد كل موقف أو خلاف بيننا لا انتظر منك اعتذار و لا أعاتبك لأسقط عليك أو أرغب منه إثبات خطأك , ولكنني أفكر مليًا كيف اعاملك كما يليق بي وبك , وليس بما يتناسب مع المواقف أو الخلافات بيننا.علمتني أن أُفوض أمري فيك إلى الله وحده فوليت وجهي نحوه باكيًة ضارعًة خاشعه أسأله أن يُصلح ذات بيننا و أن يفتح بيننا بالحق فهو خير فاتحًا و أن يؤلف بين قلبينا ويبارك لنا .علمتني المسامحه فالله يستجيب لكل قلبٍ نقيٍ سمح فسامحت كل من أساء إليِ و أذى .علمتني الإحسان حتى بتت أبذُل الصدقات عن كل من أعرفه و أعلم أنه عاجزًا عن بذلها ,حتى إنني أبذل الصدقات عنك و أدعو الله أن يضعها في صحيفتك و أبذلها عن حبي لك ليبارك لي الله في كلاكما , عذرًا لا أذكر هذا رياءً , لكن لتعلم أين أخذني حبك .أتعرف الفرق بين أن يُعلمنا الحب و أن نتعلم ممن نحب؟الحبُ كالخمرِ مسكرٍ إذا أخذتنا سكراته وقعنا في الإثم وقد نتمادى فيه إن لم يردعنا شئ .فعندما يُعلمنا الحب قد ننسى ما تعلمناه إذا فقدنا ذلك الحب أو قلت قيمته وقد يُصبح بلا قيمه,عندما يُعلمنا الحب سنتجاهل ونبغض ما تعلمناه إذا ضاقت الدنيا و زادت الفجوة بيننا وبين من نحب.أما أن نتعلم ممن نُحب فنتعلم اقتداءً وتأثرًا و إبتغاءً لمرضات من نحب ,عندما نتعلم ممن نُحب سيظل ما تعلمناه عالقًا بعقولنا وقلوبنا لأننا اتخذناه طريقًا ومنهجًا لحياتنا,و إن فقدنا من نُحب هنا تتجلى قيمته وعظمته لأننا نتمسك أكثر بما تعلمناه منه ونسعى جاهدين لتحقيق أماله فينا فيأتينا من موته حياةً لنا وأخرى داخلنا له.فأنت الحب الذي أبغاه , الحب الذي قربني لخالقي, ذلك الحب الذي يوطن فينا العفه وخوف الله ومحبته.أنت الحب الذي أبغاه , لأنك إن خاطبت أنوثتي لم تخاطب مواطن الجمال فيها مفاتني التي تشبع بها غريزتك.و أنت الزوج الذي أبغاه , الزوج الذي يُوجه و يُقوم زوجته و إن قسوت أدرك إرادتك في أن أكون خير زوجةً لك و أم لأبنائك .أنت الزوج الذي أبغاه , لأني إذا أسأت أو أخطأت أعلم أنك لن تُهينني و أعلم ماذا ستفعل ستعتزلني أيام ثم تعود إليٍ وتعفو عن ذلتيٍ , لأنك تعلم كيف تتعامل معي .أنت الزوج الذي أبغاه , لأني سأفخر بإتباعي و إنتسابي إليك , و لأني سأسعدُ و أبنائك بإمامتك لنا في الصلاة ونتوق إليها. أتعرف أسرار تميُزي؟تأمل في شريكتك الذكاء وخفة الظل و حُسن التصرف مع مواقف الحياة , وها أنا ذا ,ولأني لست مثل الأخريات لا أستميلك و أستدرجك فقد فوضت أمري فيك إلى الله ,ولأني لا أحبك مثلهن فلن تجد بينهن من تُكن لك الحب و الإحترام والتقديرو تتمنى لك الخير مثلي .ولأنك لن تجد بينهن من تفخر أن تكون أم أبنائك ولا تخجل إن شابهها أحدهم ,أما عن أخر أسرار تميُزي و ليست الأخيرة :أنني تعلمت على يديك فقه الحب و الحياة .هذه أنا إن فقدتني لن تجد من ترضيك و تسعدك وتعتز بها , ولن تهنأ بحياتك من دوني ,وإن تذكرتني لن يزيدك تذكري إلا رهقا.لكن إذا وجدت بينهن مثيلتي فهنيئًا لها أنت و ليبارك لك الله فيها.أما إذا سدد الله لي و استجاب أعدك أني سأكون لك : إبنه تطيعك إن وجهتها ,أم تحتويك وتهون عليك مواجعك ,وزوجه تُقدسُك وتُدلِلُك رغم قداستك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق