أكد الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد إيمانه العميق بدور الازهر في جميع مناحي الحياة مشيراً إلي ان ثورة 1919 بدأت من علي منبر الازهر الشريف حيث قام رجال الدين الاسلامي والمسيحي بالخطابة وحشد المواطنين علي الثورة ضد الاحتلال.
وشدد رئيس الوفد علي المكانة الكبيرة للازهر لدي المصريين عامة والوفديين خاصة لان الازهر منارة من منارات الاسلام التي تسهم في توضيح الخطاب الديني ونشر سماحة الاسلام والقيم الحقيقية للدين الاسلامي التي أساء البعض فهمها بسبب تصرفات بعض المسلمين.
وأضاف رئيس الوفد ان الازهر هو المؤسسة الوحيدة القادرة علي توضيح سماحة الاسلام لما لها من مكانة في قلوب المسلمين وغير المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
ورحب رئيس الوفد بدعوة شيخ الازهر للحزب بدعم الغايات النبيلة التي تأتي في أولويات الازهر الشريف والمتمثلة في الوحدة الوطنية، والوحدة الاسلامية، والسلام العالمي، وأعلن رئيس الوفد تخصيص صفحة في جريدة الوفد للازهر تحمل عنوان الازهر الشريف الذي سيظل رمزاً للتسامح والمواطنة، وأشار الي ان اول وثيقة مواطنة في التاريخ وقعها الرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة، وقال البدوي أن الاسلام يدعم حرية العقيدة والوحدة الوطنية ويلزم المسلم بأن يصحب زوجته حتي وان كانت غير مسلمة الي مكان العبادة وينتظرها حتي تنتهي.
وقال عندما جاء وفد من الاقباط يسأل الزعيم سعد زغلول »ماذا لنا وماذا علينا؟« فرد عليهم قائلاً: »لكم مالنا وعليكم ما علينا«.
وفي تعقيبه علي كلمة رئىس الوفد قال الدكتور احمد الطيب انه ليس بعيدا عن الوفد، لانه يحافظ علي قراءة جريدة الوفد منذ سنوات طويلة وتمني للصحيفة مزيدا من الرقي في عهد الدكتور السيد البدوي، واضاف ان الوفد غني عن الاشادة به لانه احد المعالم البارزة والتاريخية التي رسخت معني الديمقراطية في مصر.
وقال شيخ الازهر ان 11 سبتمبر هو تاريخ مشئوم وصورة الاسلام مشوهة، ونحن نساعدهم ونقدم لهم التبرير المتواصل لتقديم الصورة المشوهة المصطنعة عن الاسلام.
وشدد شيخ الأزهر على أن القرآن الكريم يتضمن ثلاث حقائق مهمة الأولى: اختلاف الناس فى العقائد والأديان والألوان، والثانية: أنه لا يمكن أن يصب الناس فى عقيدة واحدة، أما الثالثة: أنه اذا كان الخلاف أمراً ثابتاً بالضرورة فلابد ان تكون العلاقة التى تحكم الناس جميعاً هى علاقة التعارف وأن نتكامل جميعاً وهذه حقائق طبقها الرسول منذ الأيام الأولى فى الإسلام.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بعض المسلمين المستضعفين فى بداية الدعوة الى ملك. ودولة مسيحية هى »الحبشة«، ولو كان يشك لحظة فى أنه سوف يصيبهم شىء لما كان قد أرسلهم، حيث قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: »ان فى أرض الحبشة.. ملكاً لا يظلم أحد بجواره«.
وأشار شيخ الأزهر الى أن صحيفة المدينة كانت تتضمن أن »اليهود أمة مع المؤمنين« وفى قول آخر »أن اليهود أمة من المؤمنين« كما ان القرآن الكريم يصف الإنجيل والتوراة بأنهما »هدى ونور« كما يضع القرآن محمداً أخاً لعيسى وموسى، وأضاف شيخ الأزهر انه عند زواج المسلم بمسيحية أو يهودية لا يجوز ان يجبرها على ترك دينها بل تبقى على دينها.
وشدد شيخ الأزهر على أن الحضارة الإسلامية استوعبت كل الناس وكانت الوحيدة التى عندما تفتح لها البلاد تُترك الحرية لأهلها بين دخول الاسلام أو البقاء على دينهم على عكس ما حدث مع حركة المرسلين فى الأندلس بعد سقوطها حيث خيروا المسلمين بين ثلاثة أشياء إما اعتناق المسيحية، أو الرحيل من البلاد أو القتل، وهذا كلام أساتذة غربيين وليس كلامنا.
وشدد شيخ الأزهر على أهمية أن نربى وتثقف أولادنا وتلاميذنا على الأعتدال وأن ثقافتنا كأزهريين تقوم على التعدد والرأى والرأى الآخر، وعلى سبيل المثال فنحن نقول: »مذهب الشافعى، قال أبوحنيفة... قال مسلم« وكلها آراء صحيحة وهذه التربية الأزهرية تدعم خط الوفد ،ودار حوار بين رئىس الوفد وشيخ الأزهر حول الكاتب الوفدى العملاق الراحل عباس محمود العقاد حيث تحدث عنه شيخ الأزهر قائلاً »أنا وفدى لأننى عقادى« فأنا أحب الكاتب الكبير الراحل عباس العقاد وقرأت كل كتاباته، وطالب جريدة الوفد بألا تنسى عباس العقاد الذى كان وفدياً.
وعقب الدكتور السيد البدوى قائلاً: ان الكاتب الراحل عباس العقاد صدر حكم بحبسه »9 شهور« بتهمة العيب فى الذات الملكية وعندما خرج من السجن قام بزيارة قبر الزعيم الراحل سعد زغلول وألقى أحد أبيات الشعر العظيمة من تأليفه أمام القبر.
حضر اللقاء من قيادات الوفد فؤاد بدراوى نائب رئىس الحزب والمستشار بهاء الدين ابوشقة عضو مجلس الشورى ومساعد رئىس الحزب، وطاهر حزين عضو مجلس الشعب ومساعد رئىس الحزب، والسفير وحيد فوزى مساعد رئىس الحزب ومصطفى الجندى عضو مجلس الشعب ومستشار رئىس الحزب لشئون المصريين فى الخارج وطارق سباق النائب الوفدى ومحمد المالكى عضو الهيئة العليا ورفقى المدنى عضو الشورى عن الوفد واللواء سفير نور والدكتورة فايزة خاطر، وشارك فى اللقاء السفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى باسم شيخ الأزهر والسفير محمد عبدالجواد.
هناك تعليق واحد:
تغطيه اكثر من رائعه بس يا ترى مين صاحب التغطيه دى ........ الاسم يعنى ؟
إرسال تعليق