الأحد، أبريل 03، 2011

استبعاد الوزراء من الترشح للبرلمان‮.. ‬لتكريم الثوار



‮ 

‬القراءة المتأنية للإعلان الدستوري‮ ‬تكشف أن المجلس الأعلي  للقوات المسلحة فضل عدم الاقتراب من حقول الألغام التي‮ ‬زرعها النظام السابق في‮ ‬الدستور ‮ ‬واختار المجلس المواد التي‮ ‬وجدها في‮ ‬الدستور الحالي‮ ‬تساعده علي‮ ‬إدارة شئون البلاد،‮ ‬وأصدر بها الاعلان الدستوري‮ ‬المكون من‮ ‬62‮ ‬مادة وترك المجلس الأعلي‮ ‬للجمعية التأسيسية التي‮ ‬سيشكلها البرلمان القادم لوضع الدستور الجديد مهمة التعامل مع حقول الألغام‮.‬
وقد أصاب المجلس الأعلي‮ ‬عندما أعلن انه لا‮ ‬يريد مصادرة رأي‮ ‬الشعب خاصة في‮ ‬التابوهات التي‮ ‬أوجدها نظامي‮ »‬السادات‮« ‬و»مبارك‮« ‬في‮ ‬دستور‮ »‬71‮« ‬وأحسن المجلس الأعلي‮ ‬صنعاً‮ ‬عندما قرر تشكيل لجنة تضم تخصصات متعددة وممثلين عن الأحزاب ورجال القضاء وأساتذة الجامعات لوضع دراسة حول تصور الدستور الجديد لتنقل الي‮ ‬الجمعية التأسيسية نبض المواطن وتكشف عن النقاط التي‮ ‬تحوز اتفاق جميع التوجهات لتأخذها الجمعية التأسيسية في‮ ‬الاعتبار وتضعها في‮ ‬الدستور الجديد حتي‮ ‬يحوز التوافق العام قبل عرضه علي‮ ‬الشعب للاستفتاء عليه لأن الاستفتاء هو موافقة علي‮ ‬الدستور ككل أو رفض له بالكامل علي‮ ‬طريقة نعم أو لا،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد انتقاء لمواد معينة لرفضها‮ ‬أو قبولها‮.
‬وبعيداً‮ ‬عن الانتقادات التي‮ ‬وجهها المتخصصون من أساتذة القانون الدستوري‮ ‬الي‮ ‬الإعلان الدستوري‮ ‬من انه دستور مؤقت وليس مجرد اعلان دستوري‮ ‬لأنه‮ ‬يضم حوالي‮ ‬62‮ ‬مادة وهي‮ ‬في‮ ‬مجموعها أقرب الي‮ ‬دستور كامل،‮ ‬ومن أن عملية انتقاء المواد لا تحدد لماذا تم تصعيد مادة وترك أخري،‮ ‬وكذلك لم‮ ‬يعترف بعض أساتذة القانون الدستوري‮ ‬بما‮ ‬يسمي‮ ‬بالقواعد فوق الدستورية التي‮ ‬أضيفت الي‮ ‬الاعلان الدستوري،‮ ‬وقالوا انها مواد موجودة في‮ ‬الدستور وتم اعتبارها مواد فوق الدستور للتأثير علي‮ ‬رأي‮ ‬الجمعية التأسيسية،‮ ‬كما قالوا ان هذا الاعلان‮ ‬يعيد دستور‮ »‬71‮« ‬ليبقي‮ ‬الحال علي‮ ‬ما هو عليه،‮ ‬كما تساءل بعض أساتذة القانون الدستوري‮ ‬عن أسباب اختصار اختصاصات مجلس الشوري‮ ‬في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬وعدم طرح هذا التوجه ضمن الاستفتاء علي‮ ‬تعديل الدستور لأخذ رأي‮ ‬الشعب فيها‮.. ‬أقول بعيداً‮ ‬عن الكلام السابق إن هناك قضايا مهمة أخري‮ ‬لمسها الاعلان الدستوري‮ ‬تحتاج الي‮ ‬توضيح لأهميتها في‮ ‬الانتخابات البرلمانية القادمة والتي‮ ‬بدأت الاستعدادات لها ويؤدي‮ ‬غموض هذه القضايا إلي‮ ‬إثارة البلبلة‮.‬
الاختصاصات الاستراتيجية
فمثلاً‮ ‬نسف الاختصاصات الاستراتيجية لمجلس الشوري‮ ‬كما جاء في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬وتركه أشبه بخيال المآتة علي‮ ‬المسرح السياسي‮ ‬لابد أن ذلك‮ ‬يعتبر من جانب المجلس الاعلي‮ ‬للقوات المسلحة ضوءاً‮ ‬أخضر للقوي‮ ‬الوطنية التي‮ ‬ما تركت مناسبة إلا وطالبت بإلغاء هذا المجلس الذي‮ ‬ولد ميتاً‮ ‬بأنه آن الاوان للاستغناء عن خدماته وتوفير الميزانية الضخمة التي‮ ‬يستقطعها من قوت الشعب كل عام للانفاق علي‮ ‬مكلمة لا تقدم ولا تؤخر والاكتفاء بالمجالس القومية المتخصصة والتي‮ ‬تقوم بنفس الدور الذي‮ ‬يقوم به مجلس الشوري‮ ‬في‮ ‬إعداد التقارير‮.
‬فلا‮ ‬يجب أن‮ ‬يستمر مجلس الشوري‮ ‬بعد ذلك‮ (‬ونثر‮) ‬رايح‮.. ‬جاي‮ ‬بعد أن أعلن اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الاعلي‮ ‬للقوات المسلحة في‮ ‬المؤتمر الصحفي‮ ‬خلال تدشين الإعلان الدستوري‮ ‬أن مجلس الشوري‮ ‬تم تقليص اختصاصاته الي‮ ‬أقصي‮ ‬حد‮. ‬وكشف الاعلان عن إلغاء اختصاصات مجلس الشوري‮ ‬فيما‮ ‬يخص وجوب موافقته علي‮ ‬الاقتراحات الخاصة بتعديل الدستور ووجوب موافقته علي‮ ‬33‮ ‬قانوناً‮ ‬مكملاً‮ ‬للدستور والغاء اختصاص نوابه في‮ ‬تقديم طلبات المناقشة والاقتراحات برغبة‮.
‬ويذكر ان هذه الاختصاصات أضيفت الي‮ ‬مجلس الشوري‮ ‬في‮ ‬عهد رئاسة صفوت الشريف له خلال التعديل الدستوري‮ ‬الذي‮ ‬تم عام‮ ‬2007‮ ‬مجاملة للشريف الذي‮ ‬سعي‮ ‬لتوسيع سلطاته كرئيس لمجلس الشوري‮ ‬كعلاج للازمة النفسية التي‮ ‬مر بها بعد استبعاده من الحكومة كوزير للاعلام في‮ ‬اطار خطة جمال مبارك لإقصاء الحرس القديم‮.. ‬وها هو اليوم‮ ‬يعود مجلس الشوري‮ ‬كما تعود ريما الي‮ ‬عادتها القديمة وينحصر اختصاصه في‮ ‬مجرد تقديم الرأي‮ ‬في‮ ‬مشروعات القوانين التي‮ ‬يحيلها اليه رئيس الجمهورية والموضوعات الأخري‮ ‬التي‮ ‬تتصل بالسياسة العامة للدولة ومشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
‬بخلاف وظائف أخري‮ ‬هامشية مثل دعم الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي‮ ‬الي‮ ‬آخر هذا الكلام الذي‮ ‬لا‮ ‬يقدم ولا‮ ‬يؤخر ولا‮ ‬يستحق أن‮ ‬يخصص له مجلس‮ ‬ينعم فيه‮ ‬264‮ ‬نائباً‮ ‬بالحصانة البرلمانية‮.. ‬وما أدراك ما الحصانة ـ خاصة عندما‮ ‬يتمتع بها أشخاص لا‮ ‬يهشون ولا‮ ‬يتشون ويرتكبون الضجيج بدون طحن ويحصلون علي‮ ‬مكافآت وبدلات عن ذلك رغم ريع الحصانة المفتوح ويحملون الدولة نفقات لا طائل من ورائها،‮ ‬وبالتأكيد ان المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة مقتنع بإغلاق هذا المنفذ لأن استمراره بشكله واختصاصه الجديد‮ ‬يعتبر اهداراً‮ ‬للمال العام وباباً‮ ‬خلفياً‮ ‬يستخدمه المحصنون في‮ ‬أمور‮ ‬غير التي‮ ‬قررت من أجلها الحصانة‮.. ‬ثم حصانة من ماذا ولماذا‮.. ‬إن مجلس الشوري‮ ‬لم‮ ‬يؤخذ بأي‮ ‬رأي‮ ‬له منذ انشائه عام‮ ‬1980‮ ‬حتي‮ ‬في‮ ‬ظل تمتعه باختصاص دستوري‮ ‬بعد تعديلات عام‮ ‬2007‮ ‬فهو مجلس مات قبل أن‮ ‬يولد وينتظر قرار الدفن‮. ‬وبالتأكيد ان المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة أصدر تصريح الدفن وترك اللجنة التأسيسية المكلفة بوضع دستور جديد والمعروفة بـ»لجنة المائة‮« ‬القيام بباقي‮ ‬الاجراءات وتشييع الجثمان الي‮ ‬مثواه الأخير‮. ‬
اللغم الثاني‮ ‬الذي‮ ‬ابتعد عنه الاعلان الدستوري‮ ‬هو نسبة العمال والفلاحين في‮ ‬مجلسي‮ ‬الشعب والشوري‮ ‬والمحددة بنسبة‮ ‬50٪‮ ‬من أعضاء المجلسين‮.. ‬هذه القسمة‮ ‬غير دستورية لأنها اعتمدت علي‮ ‬التمييز والكلام عن التمييز الايجابي‮ ‬الذي‮ ‬يتردد لتبرير استمرار نسبة العمال والفلاحين هو كلام‮ ‬غير منطقي‮ ‬وكلام مسخرة لأن التمييز هو التفرقة والتفضيل والانحياز ولا‮ ‬يوجد شيء اسمه تمييز ايجابي‮ ‬وتمييز سلبي.
‮ ‬التميز‮ ‬غير دستوري‮ ‬وأصبح الغاء هذه النسبة ضرورة حتمية خاصة بعد أن أصبحت مقدمة للغش والتدليس والتزوير والخداع‮ ‬يلجأ اليها البعض للتحايل علي‮ ‬القانون من أجل الترشح للبرلمان علي‮ ‬هذه الصفة،‮ ‬خاصة اذا كانت لا تتوافر في‮ ‬المرشح،‮ ‬واذا أخذنا مثالاً‮ ‬حياً‮ ‬من مجلس الشعب أو مجلس الشوري‮ ‬لمعرفة مدي‮ ‬انطباق صفة الفلاح أو العامل علي‮ ‬نواب أي‮ ‬من المجلسين سنجد أن الفلاح ضابط سابق برتبة لواء طيار،‮ ‬والعامل طبيب أو مهندس أو أستاذ جامعي‮. ‬واذا سألت عن أسباب وجود ضابط فلاح وضابط آخر زميله فئات وطبيب عامل أو فلاح وزميله الآخر فئات‮.. ‬الي‮ ‬آخر هذه التناقضات ستكتشف انه لا‮ ‬يوجد تطبيق دقيق للقانون الذي‮ ‬حدد الفلاح بأن تكون الزراعة عمله الوحيد ومصدر رزقه الرئيسي‮ ‬ويكون مقيماً‮ ‬في‮ ‬الريف.
‬وألا‮ ‬يحوز هو وزوجته وأولاده القصر ملكاً‮ ‬أو ايجاراً‮ ‬أكثر من عشرة أفدنة ويعتبر القانون العامل عاملاً‮ ‬هو من‮ ‬يعتمد بصفة أساسية علي‮ ‬دخله بسبب عمله اليدوي‮ ‬أو الذهني‮ ‬في‮ ‬الزراعة أو الصناعة أو الخدمات ولا‮ ‬يكون منضماً‮ ‬الي‮ ‬نقابة مهنية أو‮ ‬يكون مقيداً‮ ‬في‮ ‬السجل التجاري‮ ‬أو من حملة المؤهلات العليا،‮ ‬واستثني‮ ‬القانون أعضاء النقابات المهنية من‮ ‬غير حملة المؤهلات العليا ومن بدأ حياته عاملاً‮ ‬وحصل علي‮ ‬مؤهل عال،‮ ‬كما‮ ‬يكون الشخص عاملاً‮ ‬اذا كان مقيداً‮ ‬في‮ ‬نقابة عمالية‮. ‬ولو فتشنا عن تطابق هذا القانون علي‮ ‬أعضاء مجلسي‮ ‬الشعب والشوري‮ ‬علي‮ ‬مدي‮ ‬الفصول التشريعية السابقة لن نجد عدداً‮ ‬يعد علي‮ ‬أصابع اليد الواحدة من العمال والفلاحين تنطبق عليهم الاوصاف السابقة ونجد الباقين قد حصلوا علي‮ ‬هذه الصفات بالتزوير والغش للاستفادة من هذه النسبة التي‮ ‬ترجح فوز المرشح عمال علي‮ ‬الفئات للوصول الي‮ ‬50٪‮ ‬عمال وفلاحين في‮ ‬المجلس.
‮ ‬كما‮ ‬يلجأ البعض الي‮ ‬انتحال هذه الصفات للهروب من الترشح علي‮ ‬صفة فئات أمام مرشح قوي‮ ‬في‮ ‬الدائرة‮ ‬يحمل نفس الصفة أو هي‮ ‬لعبة كان‮ ‬يمارسها الحزب الوطني‮ ‬السابق في‮ ‬الانتخابات للفوز بالمقاعد،‮ ‬اذن لا فائدة تعود علي‮ ‬الوطن ولا علي‮ ‬الشعب ولا علي‮ ‬البرلمان والاداء من وراء الاحتفاظ بنسبة العمال والفلاحين طالما أن النواب الذين تفرزهم أعمال التحايل علي‮ ‬القوانين لا‮ ‬يمثلون هذه الفئات فتجد أن رجل أعمال عامل،‮ ‬وأحد الاثرياء فلاح،‮ ‬وطبيب ومهندس واستاذ جامعي‮ ‬وهكذا‮..‬
القضية الاخري‮ ‬الغامضة التي‮ ‬وردت في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬هي‮ ‬لماذا قرر المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة في‮ ‬الإعلان الدستوري‮ ‬أن من بين اختصاصاته سيكون تعيين العشرة المنصوص عليهم في‮ ‬الدستور بمجلس الشعب،‮ ‬ولماذا ترك مهمة تعيين ثلث مجلس الشوري‮ ‬للرئيس القادم.
ما هي‮ ‬الفلسفة من وراء تعيين وتعيين‮. ‬والقضية المهمة التي‮ ‬كشف عنها الاعلان الدستوري‮ ‬هي‮ ‬عدم النص فيه علي‮ ‬المادة‮ ‬134‮ ‬من الدستور التي‮ ‬تجيز لرئيس مجلس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم أن‮ ‬يكونوا أعضاء في‮ ‬مجلس الشعب،‮ ‬وكانت هذه المادة تنطبق علي‮ ‬مجلس الشوري‮ ‬أيضاً،‮ ‬فهل‮ ‬يعني‮ ‬تجاهل هذا النص هو استبعاد ترشح الوزراء للمجلسين،‮ ‬إذا كان الهدف هو ابعاد الوزراء عن الجمع بين منصب الوزير ومنصب النائب فيكون المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة قد أحسن وأنصف للقضاء علي‮ ‬ظاهرة تكالب الوزراء علي‮ ‬الترشح لعضوية البرلمان طمعا في‮ ‬الحصانة وادخارها لوقت‮ ‬يطرد فيه من منصب الوزير،‮ ‬كما أن التجارب السابقة التي‮ ‬شهدت جمع الوزراء بين المنصب الوزاري‮ ‬والنيابي‮ ‬اثبتت فشل هذا النظام خاصة أن الوزير سيظل منتمياً‮ ‬إلي‮ ‬مجلس الوزراء وليس إلي‮ ‬مجلس الشعب رغم تقاضيه مكافأة المجلس،‮ ‬كما أثبتت التجارب عدم تمثيل الوزير لدائرته وعدم الحديث باسم ناخبيه،‮ ‬وعدم تواجده معهم،‮ ‬أو قضاء مصالحهم،‮ ‬فالوزير‮ ‬يستمر وزيراً،‮ ‬حتي‮ ‬بعد خطف مقعد الدائرة،‮ ‬وكثف النظام السابق من ترشيح الوزراء خلال الادوار الماضية،‮ ‬وبلغ‮ ‬عددهم في‮ ‬مجلس الشعب حوالي‮ ‬9‮ ‬وزراء وفي‮ ‬الشوري‮ ‬حوالي‮ ‬5‮ ‬وزراء في‮ ‬محاولة للسيطرة علي‮ ‬الدوائر وابعاد مرشحي‮ ‬المعارضة والمستقلين عنها،‮ ‬استغلالاً‮ ‬لنفوذ الوزير،‮ ‬وتزايد فرصه في‮ ‬الفوز استنادا إلي‮ ‬غرفة من المال العام ومخصصات وزارته واستغلاله لأجهزة وامكانيات الدولة في‮ ‬زغللة عيون الناخبين،‮ ‬ويتنكرهم بعد فوزه‮.‬
الترشيح للبرلمان
ويتوقع أن تصدر دعوة من مجلس الوزراء‮ ‬يقودها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بمطالبة الوزراء بعدم الترشح في‮ ‬البرلمان القادم إذا كان عدم النص علي‮ ‬المادة الدستورية التي‮ ‬يجز ترشيحهم في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬لا‮ ‬يعني‮ ‬منعهم من الترشح،‮ ‬وتكون دعوة‮ »‬شرف‮« ‬هي‮ ‬تكريم الثوار،‮ ‬وتنازل الوزراء عن حقوقهم في‮ ‬الترشح لهم،‮ ‬لمساعدتهم علي‮ ‬خوض الانتخابات،‮ ‬وتمثيل شباب الثورة حتي‮ ‬قبة البرلمان،‮ ‬وأن‮ ‬يثبت الوزراء انهم لن‮ ‬يتكالبوا علي‮ ‬الترشح كما حدث في‮ ‬المجلس الاخير،‮ ‬تكريما للثوار،‮ ‬خاصة انهم وزراء تسيير أعمال جاءوا إلي‮ ‬مواقعهم للقيام بواجب اجتماعي‮ ‬وهو انجاح الثورة وليس للانقضاض علي‮ ‬مقاعد البرلمان‮.‬
ثم نأتي‮ ‬إلي‮ ‬اللغم الثالث في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬وهو‮ »‬الكوتة‮« ‬والذي‮ ‬عرف بقانون تمكين المرأة في‮ ‬البرلمان،‮ ‬وفاز علي‮ ‬أساسه‮ ‬64‮ ‬سيدة في‮ ‬جميع المحافظات في‮ ‬منافسات اقتصرت علي‮ ‬السيدات فقط في‮ ‬مجلس الشعب،‮ ‬ولم تطبق هذه التجربة التي‮ ‬بدأت في‮ ‬الانتخابات السابقة في‮ ‬مجلس الشوري،‮ ‬لأن هناك فرصة لزيادة عدد المعينات فيه من نسبة الثلث المعين بقرار جمهوري‮.‬
وجاءت الكوتة في‮ ‬الاعلان الدستوري‮ ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬الاحتفاظ بمقاعد المرأة في‮ ‬مجلس الشعب القادم،‮ ‬وسيتم حظر الكوتة في‮ ‬الشوري،‮ ‬ونص قانون تمكين المرأة علي‮ ‬تطبيق الكوتة لمدة فصلين تشريعيين أو‮ ‬10‮ ‬سنوات فقط للالتفاف علي‮ ‬الطعون الدستورية احتجاجا علي‮ ‬تمييز المرأة والذي‮ ‬اعتبره النظام السابق تمييزاً‮ ‬إيجابياً‮ ‬كما قالت قبل ذلك علي‮ ‬نسبة العمال والفلاحين،‮ ‬وخاضت المرأة الانتخابات السابقة بنظام الكوتة،‮ ‬وفازت معظم النائبات وعددهن‮ ‬64‮ ‬بالتزوير،‮ ‬وصادف سوء الحظ نائبات الكوتة حيث تم حل المجلس السابق بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬قبل مرور شهرين علي‮ ‬أول تجربة للكوتة،‮ ‬ولم تسمح هذه الفترة بالحكم علي‮ ‬أدائهن رغم ان بدايتهن كانت‮ ‬غير مبشرة،‮ ‬وتخوض مرشحات الكوتة الانتخابات القادمة كآخر فرصة لهن بعد احتساب الشهرين اللذين انقضيا من المجلس السابق دورة كاملة،‮ ‬والانتخابات القادمة تعتبر اخر دورة،‮ ‬وربما كان ذلك وراء عدم تدخل المجلس العسكري‮ ‬لاتخاذ أي اجراء مع الكوتة لمنحهن الفرصة الاخيرة،‮ ‬وستلغي‮ ‬الكوتة من الدستور الجديد،‮ ‬وتعود المرأة لمنافسة الرجل بدون تمييز،‮ ‬وستكون فرصهن في‮ ‬الفوز أفضل مما كان قبل الكوتة،‮ ‬بعد زوال موانع في‮ ‬منافسة الرجل علي‮ ‬المقاعد العادية قد زالت مثل العنف والبلطجة والتعصب للرجل والقبلية المتشددة ضد المرأة وستحصل المرأة علي‮ ‬حقها مقابل استعدادها لتمثيل الدائرة التي‮ ‬تخوض الانتخابات فيها‮.‬
ثم نأتي‮ ‬اخيرا إلي‮ ‬نظام اجراء الانتخابات الذي‮ ‬مازال‮ ‬غير واضح حتي‮ ‬الان رغم ترجيح النظام الفردي،‮ ‬في‮ ‬مواجهة اصرار الاحزاب علي‮ ‬نظام القائمة النسبية الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬تقوية الاحزاب‮. ‬وهناك كلام عن الجمع بين الفردي‮ ‬والقائمة،‮ ‬وسيتحدد النظام الذي‮ ‬سيؤخذ به وخلال التعديلات المرتقبة لقانون مجلس الشعب‮.‬
ونقطة اخيرة في‮ ‬القراءة للتعديلات الدستورية حيث ترددت شائعة عن اجراء انتخابات مجلسي‮ ‬الشعب والشوري‮ ‬في‮ ‬يوم واحد علي‮ ‬3‮ ‬مراحل،‮ ‬أي‮ ‬أن المحافظات التي‮ ‬سيقع عليها الدور في‮ ‬الانتخاب ستستقبل دوائرها وصناديق الاقتراع فيها الناخبين لاختيار عضوين لمجلس الشعب أحدهما عمال والثاني‮ ‬فئات في‮ ‬صندوق خاص واختيار عضوين لمجلس الشوري‮ ‬أحدهما عمال اختيار والآخر فئات في‮ ‬صندوق آخر عضوتين‮ »‬كوتة‮« ‬أي‮ ‬سيدتين احداهما عمال والثانية فئات في‮ ‬صندوق ثالث‮.. ‬أي‮ ‬لخطبة هذه ومن أين نأتي‮ ‬بالوقت الذي‮ ‬يتسع لذلك وكيف‮ ‬يتمكن الأميون والعجزة وكبار السن من اختيار‮ ‬6‮ ‬أعضاء في‮ ‬3‮ ‬ورقات وكيف تستطيع جميع الناخبين التنقل علي‮ ‬3‮ ‬صناديق وكيف ستعرف لجنة الانتخاب الخصوصية المطلوبة للناخبين لاختيار المرشحين،‮ ‬وكيف‮ ‬يتمكن المرشحون شعب وكوتة وشوري‮ ‬من الدعاية الانتخابية،‮ ‬وتشمل السرادقات ولافتات الدعاية،‮ ‬وكيف‮ ‬يتم تأمين كل ذلك،‮ ‬نرجو أن نكون هذه الشائعة‮.. ‬شائعة فعلا‮.. ‬وأن تكون الحقيقة هي‮ ‬نظام أكثر تنظيما تتجسد فيه الديمقراطية وحرية الرأي‮ ‬وحرية الاختيار في‮ ‬أبهي‮ ‬صورها‮.‬

هناك تعليق واحد:

Ayman Shawky يقول...

الله اكبر عليك يا وحش يا قائد ثوره ارمنت