شبيه الإنسان (إيمان الحفناوي)
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مسخرا له الكون وسائر المخلوقات فيه.منذ القدم انتشرت الأساطير والقصص التي تروي عن وجود مخلوقات أخرى غير الإنسان تسكن الأرض وهي مخلوقات خفيه تشبه الإنسان في تكوينه الجسدي وأحيانا تشبهه في الملامح أيضًا. لقدرة هذه المخلوقات على الإختفاء والظهور وقدرتها على تغيير صورتها وملامحها كما رأى الإنسان الأول ظن أنها آلههومع مرور الأيام إنقسمت هذه المخلوقات إلى فئتين ( آلهه _ شياطين ) على حسب نفعها وضررها أو على حسب ما يرد في الأساطير عنها ، في بعض الأحيان كانت الشياطين مخلوقات لعنتها الآلهه وفي أحيان أخرى كانت الألهه تسخر هذه الشياطين للنيل و الإنتقام من الإنسان عندما تغضب .رسخت هذه المعتقدات في أذهان الأولين حتى جاءت الكتب السماوية لتؤكد حقيقة وجودها في الكون فقد ورد في العديد من النصوص التوراتيه و الإنجيليه حكايات عن هذه المخلوقات ( الملائكه _ الأرواح _ الشياطين والجن ).ثم جاء القرآن الكريم ليوضح ويثبت صحة وجودهم و دورهم في الحياة .لكن الحديث عن شبيه للإنسان فهي قصص مستحدثه فمن هو إذاً شبيه الإنسان؟هل هم قوم يأجوج ومأجوج الذين ورد ذكرهم في القرآن؟أم هم مخلوقات من العالم السفلي تسكن معنا الأرض؟أم هي أرواح معلقة بين الأرض والسماء؟ أم ماذا؟ في ظل زمن ساد فيه الظلم وملأته الأحقاد وكثرت فيه الفتن والإفتراءات وانتشرت فيه الأكاذيب والشائعات , في ظل زمن ينظر فيه الأول إلى ما بيد الثاني ويطمع الثاني فيما بيد الثالث, في ظل زمن لا نبالي فيه إلا بأنفسنا تحكمت فينا ذاتيتنا العليا وحركتنا الأنانيه , في ظل زمن لا نطمح فيه إلا لتلبية حاجاتنا الفسيولوجيه فأصبح سقف طموحنا أن نأكل ونشرب ونستلقي كما يفعل غيرنا, في ظل زمن حجب ظلام الغبن و اليأس والقنوط والنكوص نعيم الكون عنا ولذة بساطة الحياة والرضا فملأ الضباب الكون , في ظل زمن إختل فيه نظام الكون فتجردنا من مشاعرنا و إنسانيتنا حتى أصبح الإنسان شبيه الإنسان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق