الأزهار لا يفوح أريجها إلا في الربيع ولكن الشباب المصرية عطر الزمان وقلادة الدهر , قد تفتح في شهر يناير ليقدم روحه الغالية ثمناً لثورة أقل ما يقال فيها أنها ثورة بعث الحياة في الأمة المصرية التي ماتت من زمن طويل وكنا نظن أنها لن تبعث مرة أخرى , فقد ساد الظلم والرشوة والمحسوبية والضلال , ونسى الجميع ضمائرهم بل نسوا أن فوقهم إله سيحاسبهم على أعمال .ولكن الثورة الآن تشهد سبعة أنواع من البشر:-
1-شباب قدم الشهادة مقابل أن يعيش الوطن حراً , بعيداً عن الفساد , وندعو الله أن يسكنه جنات عدن
2-فريق ركب الموجه بعد أن رأى البحر يحني رأسه للشباب , وأسرع يطالب بمكاسب سياسية لم يدفع فيها شيئاً إلا كلام أحمق ووصايا لا قيمة لها .
3-الفريق الثالث الذي أخذ يقدم الوصايا والنصائح للشباب , وقد جعلوا من أنفسهم زعماء وقادة للفكر في مصر والقنوات الفضائية تمتلئ بهؤلاء , بل أن مزيعي التليفزيون جعلوا من أنفسهم خبراء بأحوال الأمة , فهم يتكلون أكثر من الضيوف الذي يشاركونهم الحوار, وكان بعضهم يسير قبل ذلك في ركب الفساد ويحيه بل كانوا يشعرون بالفخر عندما يستضيفون فاسداً كبيراً
4- الفريق الرابع الذي كسب من الفساد الكثير مازال يصر على التمسك ببعض رموز الفساد , لعله ينجو من موجة التغيير التي تنصيبه بالهلع خوفاً على مصالحه الشخصية لا مصلحة الوطن ومعظمهم يتشدق بحب الوطن .
5- فريق غائب عن الوعي لا يدري ما يدوم حوله وأكثرهم الشباب الغير مثقف الذي غُيب عن الوعي عمداً عندما سادت المخدرات ربوع مصر وخاصة البانجو الذي أصبح يزرع الآن في مصر ويباع على قارعة الطريق , رغبة في إبعادهم عنالسياسة و نتمنا أن يكون هناك نظام جديد يقاوم المخدرات والدعارة في مصر بلد الحضارة والأديان السماوية .
6- طائفة كبيرة قلوبها مع الشباب وتدعو لهم بالنجاح , هؤلاء هم العمال والفلاحون الذين طحنهم النظام الفاسد برجال أعمال لا يخشون رب العباد , فقد دمرت المحاصيل الزراعية بسبب التقاوي الفاسدة المستوردة من الخارج وارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف الإنتاج بل أن التعاونيات الزراعية كانت هي الأخرى تتاجر بمقدرات الفلاح , وأغلقت المصانع والشركات ......فهم يدعون الله أن تكون الثورة هي الترياق لما يعانون من آلام .
7 - الطائفة السابعة لا طعم لها ولا لون أنهم الخونة الذي استحلوا دماء هؤلاء الشباب , وخانوا الشعب وباعوا أرضه ونهبوا ثرواته أصحاب الوجوه الكالحة , لا جزاء لهم إلا الموت , فكم قتلوا أسراً بكاملها من الجوع؟ , وجعلوا الشباب ييأس من حياته ويطلب الموت انتحاراً وبعضهم باع نفسه للشيطان وسافر لإسرائيل طلباً للعمل الذي جفتت منابعه في بلاده وجعلوا التعليم والصحة مؤسسات بلا روح يسودها المحسوبية والرشوة وفساد الضمائر ........................لا يبقى إلا أن ندعو الله أن ينجي مصر وتنجح الثورة في أن تلد مولداً سليماً غير مشوه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق